إسرائيل تبدي استعدادا لوقف القتال ونتنياهو يخشى الاعتقال

هذه هي المرة الأولى التي تبدي فيها إسرائيل انفتاحا على وقف مستدام للقتال

قال موقع أكسيوس الأمريكي إن إسرائيل قدمت مقترحا جديدا لتبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية حماس يتضمن استعدادها لعودة الهدوء بشكل مستدام إلى قطاع غزة، وذلك مع تزايد الاحتجاجات المناهضة للحرب داخليا وخارجيا، وخوف القادة الإسرائيليين من صدور مذكرات اعتقال دولية بحقهم.

ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين أن تل أبيب منفتحة على هدوء مستدام في غزة بعد إطلاق أول دفعة من الأسرى.

كما نقلت “وول ستريت جورنال” أن المقترح الجديد إطلاق 500 أسير فلسطيني مقابل 20 إسرائيليا بينه مجندات وكبار سن ومرضى، في المرحلة الأولى.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أن عملية تسليم الدفعة الأولى من الأسرى سيعقبها وقف إطلاق نار لمدة 10 أسابيع، سيواصل الجانبان خلالها المحادثات.

وسيكون بمقدر النازحين العودة من رفح إلى الشمال بعد إجراء بعض التفتيشات وسوف تنسحب القوات الإسرائيلية من محور نتساريم الذي أنشأته لشطر القطاع إلى نصفين.

وهذه هي المرة الأولى التي تبدي فيها إسرائيل انفتاحا على التفاوض بجدية وذلك في خضم انتقادات واحتجاجات عالمية على الإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد المدنيين في القطاع.

وفشلت إسرائيل في تحقيق أي من أهدافها التي أعلنها رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في أول الحرب، والمتمثلة في القضاء على المقاومة واستعادة الأسرى ونزع سلاح غزة.

 

ضغوط داخلية وخارجية

ويأتي حديث المسؤولين الإسرائيليين لأكسيوس بعد ساعات من بث كتائب القسام الجناح العسكري لحماس مقطعا مصورا لأسيرين إسرائيليين دعيا خلاله الإسرائيليين إلى مواصلة التظاهر ضد نتنياهو لإجباره على صفقة التبادل.

وشهدت تل أبيب مساء السبت مظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف المحجتين المطالبين بعقد صفقة تبادل فورية، ووقعت مواجهات واسعة بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين.

ورفع المتظاهرون لافتات تطالب باستعادة الأسرى والامتناع عن شن العملية البرية التي يواصل نتنياهو التلويح بها في مدينة رفح.

وخلال الشهور الماضية، رفضت القادة الإسرائيليون مناقشة فكرة وقف الحرب بشكل كامل كجزء من أي اتفاق لتبادل الأسرى، ما يعني أن انفتاحهم على هذا الأمر يمثل خطوة كبيرة للوراء مقارنة بما كان عليه الوضع قبل أيام.

 

نتنياهو يخشى الاعتقال

في غضون ذلك، نقلت صحيفة “معاريف” العبرية عن مصادر مطلعة أن نتنياهو “خائف ومتوتر” من احتمال صدور مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة الجنائية الدولية على خلفية حرب غزة.

ووفقا للمصادر، فقد أجرى نتنياهو اتصالات خاصة مكثفة مع المسؤولين الأمريكيين لمنع صدور مذكرة الاعتقال.

ويحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بشكل غير مباشر الضغط على الرئيس الأميركي للتحرك بهذا الخصوص، حسب معاريف التي قالت إن ثمة اعتقاد يسود بأن صدور أوامر الاعتقال مسألة وقت وأنها قد تشمل الوزير يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي.

 

انتفاضة طلابية أمريكية

ويواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن احتجاجات داخل الجامعات الأمريكية هي الأكبر منذ حرب فيتنام، حيث يواصل آلاف الطلاب الاعتصام للمطالبة بوقف “الإبادة الجماعية” للفلسطينيين وتقييد تزويد إسرائيل بالأسلحة.

ولا تزال المقاومة الفلسطينية تلحق أضرارا بالقوات الإسرائيلية التي بدأت القيام ببعض العمليات في وسط وشمال القطاع بعد انسحابها شبه الكامل من خان يونس جنوبا.

وقال أكسيوس إن وفدا من مسؤولي المخابرات المصرية وصل إلى إسرائيل يوم الجمعة وأجرى محادثات مع ممثلي الجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) وجهاز الاستخبارات الخارحية (الموساد) حول صفقة التبادل والعملية العسكرية الإسرائيلية المحتملة في رفح.

وأسفرت المحادثات بين فريق المفاوضات الإسرائيلي ومسؤولي المخابرات المصرية، عن تقديم مقترح جديد لحماس يتضمن استعداد إسرائيل لتقديم المزيد من التنازلات المهمة، حسب أكسيوس.

وقالت حماس في بيان مساء الجمعة إنها تلقت الاقتراح الجديد، وستقوم بدراسته والرد عليه، فيما قال المسؤولون الإسرائيليون إن الاقتراح الجديد تمت صياغته بشكل مشترك من قبل وفد المخابرات المصرية وفريق المفاوضات الإسرائيلي.

ووفقا للمسؤولين فقد أخذ المقترح في الاعتبار المواقف التي طرحتها حماس حتى الآن وما تعتقد إسرائيل ومصر أن الحركة قد توافق عليه في الصفقة.

ويتضمن الاقتراح الجديد استجابة للعديد من مطالب حماس، مثل الاستعداد للعودة الكاملة للفلسطينيين النازحين إلى منازلهم في شمال غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الممر الذي يقسم القطاع ويمنع حرية الحركة، بحسب المسؤولين.

كما تضمن الاقتراح أيضا الاستعداد لمناقشة إنشاء وقف مستدام لإطلاق النار كجزء من تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة، والتي ستتم بعد إطلاق سراح الأسرى لأسباب إنسانية.

ونقل أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي قوله: “نأمل أن يكون ما اقترحناه كافيا، وأن ترى حماس أننا جادون في التوصل إلى اتفاق، ونحن جادون”.

وأضاف “عليهم أن يفهموا أنه إذا تم تنفيذ المرحلة الأولى، سيكون من الممكن التقدم إلى المراحل التالية والوصول إلى نهاية الحرب”.

وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن إسرائيل تعتقد أن حماس تعتبر التهديد بغزو إسرائيلي لرفح تهديدا حقيقيا، وأن هذا قد يساعد الجانبين على التوصل إلى اتفاق.

وأضاف أن إسرائيل جادة بشأن العملية في رفح، فيما نقلت “وول ستريت جورنال” عن مصادر الأسبوع الماضي إن الجانب المصري حذر الإسرائيليين من خطورة هذه العملية على أمن واستقرار المنطقة وأيضا على اتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب.

ووصلت محادثات الأسرى إلى طريق مسدود منذ بضعة أسابيع مع وجود فجوات كبيرة بين الطرفين، وأعلنت دولة قطر إعادة تقييم وساطتها بشكل دقيق بسبب إساءة البعض لهذه الوساطة من أجل تحقيق أهداف سياسية وانتخابية خاصة.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن نتنياهو يواصل عرقلة المفاوضات من أجل إطالة بقائه في السلطة، وهو ما أكدته جولات التفاوض الماضية التي رفض فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي منح مفاوضيه أي صلاحيات تخولهم التوصل لاتفاق.

وفي الأيام الأخيرة، قررت حكومة الحرب الإسرائيلية تغيير موقفها فيما يتعلق بعدد الأسرى الذين تطالب بإطلاق سراحهم كجزء من الصفقة.

وكان الاقتراح الأول يتضمن إطلاق سراح 40 أسيرا مقابل وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع والإفراج عن حوالي 900 أسير فلسطيني.

وكان من بين الأسرى الأربعين نساء ومجندات ورجال تزيد أعمارهم عن 50 عاما وآخرين في حالة طبية سيئة سيتم إطلاق سراحهم لأسباب إنسانية.

لكن حماس قالت إن حوالي 20 أسيرا فقط تنطبق عليهم هذه المعايير الإنسانية.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن مجلس الحرب الإسرائيلي سمح لفريق المفاوضات الإسرائيلي للمرة الأولى هذا الأسبوع بمناقشة إطلاق سراح أقل من 40 أسيرا.

وسيتم ربط عدد أيام وقف إطلاق النار بعدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم بواقع يوم واحد لكل أسير، حسب أكسيوس.

وتتوقع إسرائيل أن تتلقى ردا من حماس في الأيام القليلة المقبلة، وقال مسؤولون إنهم يأملون أن يؤدي ذلك إلى بدء مفاوضات مكثفة حول التفاصيل.

ويأمل الإسرائيليون في أن تنفتح حماس في مسألة عدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الإنسانية والمرحلة الانتقالية، وعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل ذلك.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/2cm

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *