حذر الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك في مقال بصحيفة “هآرتس” اليوم الخميس، من أن إسرائيل تواجه خطر الانهيار خلال عام إذا استمرت حرب الاستنزاف ضد حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وحزب الله اللبناني.
وقال بريك -الذي يوصف بـ”نبي الغضب” في إسرائيل بسبب توقعاته الدقيقة حول تصاعد الهجمات الفلسطينية- إن الحرب تفقد معناها مع مرور الوقت، حيث تغرق إسرائيل في مستنقع غزة وتتكبد خسائر بشرية دون تحقيق أهدافها، مشيرا إلى أن وزير الدفاع يوآف غالانت بدأ يدرك هذه الحقيقة مع تصاعد التوتر الإقليمي.
وأضاف أن المسارات الحالية للقيادة السياسية والعسكرية تدفع إسرائيل نحو الهاوية، مشددا على أن تغيير الحكومة الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو وشركائه المتطرفين قد يكون الحل الوحيد لتفادي الكارثة.
اقرأ أيضا
صحيفة وول ستريت جورنال تنشر تقريرًا يستعرض جانبًا آخرًا من المعاناة التي يغرق فيها عدد كبير من جنود الاحتياط في جيش الاحتلال جراء الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ نحو 11 شهرًا#ريل #حرب_غزة#قطر🇶🇦 #منصة_مشيرب pic.twitter.com/Y1xhaDsgRA
— منصة مشيرب – Msheireb Platform (@msheirebQa) August 10, 2024
أكاذيب غالانت لا أساس لها
وتابع “لقد ثبت أن أغلب التصريحات الطنانة التي أطلقها وزير الدفاع يوآف غالانت طيلة الحرب في غزة لا أساس لها من الصحة. فبعد احتلال مدينة غزة، قال (غالانت) إن إسرائيل تسيطر بشكل كامل على المدينة وأنفاقها، وفي غضون وقت قصير ستستسلم حماس. ثم بعد احتلال خان يونس، ادعى أن زعيم حماس يحيى السنوار يركض في الأنفاق بمفرده وفقد السيطرة على رجاله، وفي غضون أيام قليلة سيتم القبض عليه”.
وقال بريك “بهذه التصريحات، كان غالانت، إلى جانب زملائه رئيس الأركان هرتسي هاليفي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يذرون الغبار في عيون الجمهور الإسرائيلي”.
وتابع “في الآونة الأخيرة، يبدو أن غالانت بدأ يفيق من سباته، عندما أعلن في لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست أن مفهوم النصر الكامل في غزة مجرد هراء، ويبدو أنه بدأ يدرك أن الفشل في التوصل إلى صفقة رهائن (أسرى) مع حماس من شأنه أن يؤدي إلى حرب إقليمية من شأنها أن تضع إسرائيل في خطر جسيم”.
وقال بريك إن هذا الإدراك “دفع غالانت إلى الدعوة إلى مناقشة في الحكومة أو مجلس الوزراء الأمني المصغر، بهدف تحذير كل المعنيين. والهدف الواضح من المناقشة هو ضمان أن المسؤولية لا تقع عليه وحده، وأن يتقاسمها جميع وزراء الحكومة”.
وأضاف “أفترض أن غالانت يدرك بالفعل أن الحرب فقدت هدفها. إن إسرائيل تغرق في الوحل الغزي، وتخسر المزيد والمزيد من الجنود مع مقتلهم أو إصابتهم، دون أي فرصة لتحقيق الهدف الرئيسي للحرب: إسقاط حماس”.
وقال بريك “إن البلاد تتجه بالفعل نحو حافة الهاوية. وإذا استمرت حرب الاستنزاف ضد حماس وحزب الله، فإن إسرائيل سوف تنهار في غضون عام واحد على الأكثر”.
وأكد أن “الهجمات الإرهابية (عمليات المقاومة) تتزايد في الضفة الغربية وداخل البلاد (فلسطين التاريخية)، والجيش الاحتياطي يضرب بأقدامه في الأرض بعد التعبئة المتكررة للجنود المقاتلين، والاقتصاد ينهار. كما أصبحت إسرائيل دولة منبوذة، مما دفع إلى مقاطعة اقتصادية وحظر شحنات الأسلحة”.
وقال الجنرال -الذي توقع هجوم طوفان الأقصى قبل وقوعه بشهور- “إننا نفقد أيضا قدرتنا على الصمود الاجتماعي، حيث تهدد الكراهية المتزايدة بين أجزاء مختلفة من الأمة بالاشتعال وتدميرها من الداخل”.
وأضاا “إن السنوار وزعيم حزب الله حسن نصر الله يدركان الوضع المزري الذي تعيشه إسرائيل. فما كان بوسع إسرائيل أن تحققه في وقت سابق من خلال اتفاق الرهائن/وقف إطلاق النار أصبح مستحيلا بسبب الشروط الجديدة التي أدخلها نتنياهو في الصفقة المقترحة”.
وقال بريك “إن المفاوضين المشاركين في مباحثات في الدوحة قالوا أنهم لا يملكون مساحة للمناورة للتفاوض لأن أيديهم مقيدة”.
الاغتيالات ستشعل المنطقة
وفي ضوء الوضع الجديد، يقول بريك “يتجسد في المنطقة تهديد إيران وحزب الله بمهاجمة إسرائيل ردا على اغتيال المسؤولين الكبيرين (إسماعيل هنية وفؤاد شكر). إن استخدام الاغتيالات هو خطوة تهدد بإشعال الشرق الأوسط بأكمله، قررها مشعلو الحرائق الثلاثة، نتنياهو وغالانت ورئيس الأركان هاليفي، دون التفكير في أهمية قراراتهم غير المسؤولة”.
وأضاف “لقد بدأ السنوار يدرك أن حرب الاستنزاف تعمل لصالحه، ناهيك عن حرب إقليمية متعددة الساحات. ولهذا السبب يفضل الآن استمرار القتال على التوصل إلى اتفاق، ويشدد مواقفه. ولو لم يكن نتنياهو قد وضع الأسلاك الشائكة في عجلات فريق التفاوض طوال الحرب، لكانت إسرائيل قد نجحت بالفعل في التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى قبل أن يشدد السنوار من موقفه”.
ووفقا لبريك فقد “أدى إعلان نتنياهو الأخير لعائلات الرهائن حول الحاجة إلى الحفاظ على الأصول الأمنية في غزة، وهي كذبة صارخة، إلى نسف الصفقة فعليا، مما أدى إلى كارثة ليس فقط للرهائن وعائلاتهم ولكن أيضا للبلد بأكمله”.
وقال بريك إن “جميع المسارات التي اختارتها القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل تقود البلاد إلى منحدر زلق. حيث يتحكم دكتاتور واحد في مصير البلاد، وقطيع من الأغنام يتبعه بشكل أعمى”، مضيفا “لقد قرر نتنياهو الموت للفلسطينيين، وفي هذه الحالة لمواطني إسرائيل أيضا، فقط للاحتفاظ بسلطته”.
وتابع “لقد فقد (نتنياهو) إنسانيته وأخلاقه الأساسية ومعاييره وقيمه ومسؤوليته عن أمن إسرائيل. فقط استبداله هو ورفاقه في أقرب وقت ممكن يمكن أن ينقذ البلاد”، مشيرا إلى أن إسرائيل “دخلت في حالة من الانحدار الوجودي وقد تصل قريبا إلى نقطة اللاعودة”.
وختم بريك بالقول “بعد 2000 عام من المنفى، عدنا وأنشأنا دولة مجيدة. لقد دفعنا ثمنا باهظا بعشرات الآلاف من القتلى والجرحى. والآن تتفكك الدولة بين أيدينا بسبب خطأ نتنياهو وغالانت وهاليفي وبيادقهم. وما زال من الممكن القيام بشيء قبل فوات الأوان”.
أضف تعليقا