حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الأحد، من خطر تفشي الأمراض والأوبئة في قطاع غزة، خاصة مرض الكوليرا، وذلك في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل على غزة.
وأعرب المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، عن قلقه البالغ من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، خاصة مع ازدياد مخاطر تفشي الأمراض والأوبئة.
وقال لازاريني إن حوالي 600 ألف طفل في سن المدرسة بغزة باتوا محرومين من حقهم في التعليم بسبب الأوضاع المأساوية التي يعيشونها، ودعا لحشد المزيد من الدعم للمنظمة.
ووصف لازاريني الوضع الإنساني في القطاع بأنه “شبه ميؤوس منه”، خاصة مع استمرار العدوان الإسرائيلي وتشديد الحصار، مما أدى إلى تفاقم نقص الغذاء والدواء والماء، ونقص الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء ومحطات الصرف الصحي، وتدمير البنية التحتية بشكل ممنهج.
عرض هذا المنشور على Instagram
تفاقم أزمة الكهرباء
وأدى الحصار الإسرائيلي إلى تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة، حيث لا تزيد مدة وصول الكهرباء إلى المنازل عن ساعتين يوميا، مما يخلق بيئة مواتية لانتشار الأمراض والأوبئة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة ونقص المياه النظيفة.
وناشد لازاريني المجتمع الدولي بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ سكان قطاع غزة من هذه الكارثة الإنسانية، داعيا إلى رفع الحصار الإسرائيلي بشكل كامل وفتح المعابر الحدودية لضمان دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية، وفك الحصار البحري والسماح بدخول السفن المحملة بالوقود والمواد الغذائية.
ومنذ 8 أشهر، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المكثف على قطاع غزة مخلفا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، فضلا عن تدمير البنية التحتية والمرافق الحيوية مما أحدث كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وتعاني مرافق الرعاية الصحية في قطاع غزة نقصا حادا في الأدوية والمستلزمات الطبية، ونقص الكادر الطبي بسبب استهداف الاحتلال المتكرر للمستشفيات والعيادات الطبية.
ويعاني الأطفال بشكل خاص من تداعيات الحصار الإسرائيلي، حيث سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية والتعليم، وفقدان الكثير منهم لأسرهم ومنازلهم
وأشارت الأونروا إلى أن درجة حرارة الهواء في قطاع غزة في ارتفاع مستمر وأن مياه الشرب غير متوفرة في ظل هذه الظروف مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المعدية وخاصة الكوليرا في هذه المنطقة.
كما أشارت إلى أن تراكم القمامة في خيام اللاجئين الفلسطينيين أصبح مشكلة كبيرة بالنسبة لهم.
عرض هذا المنشور على Instagram
دعم قطري لأونروا
وتشن إسرائيل حملة واسعة ضد الوكالة الأممية بهدف وقف عملها، وقد استهدفت العديد من مقارها خلال الحرب وقتلت عددا من موظفيها.
والأسبوع الماضي، أدانت دولة قطر محاولة سلطات الاحتلال تصنيف “أونروا” كـ“منظمة إرهابية”، وسعيها لتجريدها من حصانتها الدبلوماسية وتجريم أنشطتها.
وقالت وزارة الخارجية في بيان إن الدوحة تعتبر هذه المحاولة امتدادا لحملة الاستهداف الممنهجة الهادفة إلى تفكيك الوكالة في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى خدماتها الإنسانية جراء التداعيات الكارثية للحرب المستمرة في قطاع غزة.
وجددت الوزارة دعوة دولة قطر إلى وقوف المجتمع الدولي بحزم في مواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية لتصفية الوكالة وحرمان ملايين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان من خدماتها الضرورية.
وأكدت دولة قطر مرارا وتكرار دعمها الكامل للوكالة انطلاقا من موقفها الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.