أوستن في قطر تزامنا مع تحشيد عسكري في البحر الأحمر

أجرى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مباحثات في الدوحة التي وصلها يوم الثلاثاء حيث التقى رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ونائب رئيس الوزراء وزير الدول لشؤون الدفاع خالد العطية.

ووصل أوستن إلى الدوحة قادما من البحرين التي أعلن منها تشكيل قوة دولية جديدة لمواجهة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

ووصل الوزير الأمريكي إلى إسرائيل يوم الاثنين وبحث مع قادتها تطورات الحرب على قطاع غزة التي تهدد باتساع رقعة القتال في المنطقة.

وبحث أوستن -في اجتماعين منفصلين- مع الشيخ محمد بن عبد الرحمن والعطية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وخصوصا في المجال العسكري.

كما تناولت المباحثات تطورات الحرب الإسرائيلية على غزة والوساطة التي تقودها دولة من أجل خفض التصعيد وتبادل الأسرى بين الجانبين.

وتأتي زيارة أوستن في وقت تتزايد فيه احتمالات وقوع صدام في مياه البحر الأحمر حيث شكلت واشنطن قوة بحرية لتأمين حركة الملاحة، فيما ردت إيرات بتشكيل قوة مضادة.

وتحاول الولايات المتحدة إيجاد مخرج لإسرائيل التي تواجه هزيمة كبيرة على يد المقاومة حيث يخسر جيش الاحتلال يوميا مزيدا من الجنود والضباط والآليات.

وترفض واشنطن أي حديث عن وقف القتال في الوقت الراهن وتؤكد تمسكها بتحقيق هدف القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والذي فشلت إسرائيل في تحقيقه بعد نحو 75 يوما من القتال.

وواجهت إسرائيل خطرا جديدا يتمثل في الهجمات التي يشنها الحوثيون اليمنيون في مضيق باب المندب على كافة السفن الإسرائيلية أو التي تتعامل مع إسرائيل.

 

قوة جديدة في البحر الأحمر

وبدلا من أن تدفع باتجاه وقف الحرب، قررت الولايات المتحدة تعزيز عسكرة مياه البحر الأحمر للحد من الهجمات التي حركة النقل من وإلى إسرائيل.

ويوم الاثنين، أعلن أوستن -من تل أبيب- توسيع قوة أمن بحرية متعددة الجنسيات لحماية السفن في البحر الأحمر من الهجمات التي يشنها الحوثيون ضد السفن

وقال أوستن في بيان: “إن التصعيد الأخير في هجمات الحوثيين المتهورة القادمة من اليمن يهدد التدفق الحر للتجارة، ويعرض البحارة الأبرياء للخطر، وينتهك القانون الدولي”.

ودفعت الهجمات على طريق الشحن التجاري الرئيسي شركة بريتيش بتروليوم وشركات أخرى إلى وقف عبور البضائع عبر البحر الأحمر.

 

حارس الازدهار

وتأتي المبادرة الأمنية الجديدة، المسماة عملية “حارس الازدهار“، تحت مظلة القوات البحرية المشتركة وقيادة فرقة العمل 153، التي تركز على الأمن في البحر الأحمر.

وكان تهديد الحوثيين للشحن البحري الدولي قضية رئيسية في المحادثات التي أجراها وزير الدفاع أوستن في إسرائيل يوم الاثنين.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير لموقع أكسيوس إن أوستن أبلغ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يوآف غالانت أن الولايات المتحدة “تشعر بالقلق من أن الوضع في البحر الأحمر قد يتحول إلى حرب اقتصادية تتصاعد إلى حرب مادية”.

كما نقل “أكسيوس” عن مسؤول أمريكي أن أوستن “لم يناقش احتمال استخدام الولايات المتحدة القوة ضد الحوثيين”.
وعقد أوستن أمس الثلاثاء اجتماعا افتراضيا مع نظرائه من المنطقة ومن جميع أنحاء العالم لمناقشة التهديد الحوثي.

وقال مسؤول أمريكي إن أوستن “أكد أن هناك حاجة لبناء تحالف لمواجهة التهديد والمساعدة في حماية حرية الملاحة عبر “باب المندب”.

وقال جيش الاحتلال إنه منذ بدء حربه على قطاع غزة، أطلق الحوثيون أكثر من 70 طائرة بدون طيار وصاروخا باليستيا باتجاه إسرائيل (الأراضي المحتلة)، التي تبعد أكثر من 1000 ميل عن اليمن.

ولا يمكن التأكد من البيانات التي تنشرها إسرائيل بشأن هذه الهجمات.

وفي الأسابيع الأخيرة، صعد الحوثيون هجماتهم واستهدفوا سفنا تجارية إسرائيلية أو تعمل مع إسرائيل في محيط مضيق باب المندب بالبحر الأحمر.

وقال مسؤولان أمريكيان إن إدارة بايدن بعثت رسائل إلى الحوثيين عبر عدة قنوات مؤخرا تحذرهم فيها من وقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وضد إسرائيل.

في المقابل، أكد الحوثيون أكثر من مرة أنهم سيستهدفون كافة السفن الإسرائيلية أو التي تعمل لصالح إسرائيل أو أي من الدول التي تدعم الحرب على غزة.

وسبق أن استولى الحوثيون على سفينة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي واقتادوها إلى السواحل اليمنية.

وأرسلت الولايات المتحدة قوة كبيرة إلى المنطقة لـ”ردع أي طرف بالمنطقة عن التدخل في الحرب”، وذلك في إشارة إلى إيران والجماعات الموالية لها في سوريا ولبنان واليمن والعراق.

وسبق أن وصف جيش الاحتلال عملية الاستيلاء على السفينة “جالاكسي ليدر” -التي استولى عليها الحوثيون الشهر الماضي- بأنها “إرهاب إيراني”.

 

قوة إيرانية مضادة

وردا على إعلان القوة الجديدة التي ستقودها واشنطن، أعلنت طهران أمس الثلاثاء تشكيل قوة “باسيج بحرية”.

وأعلن قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الأدميرال علي رضا تنغسيري أن بلاده نظمت قوات الباسيج البحرية للمحيطات والسفن والقطع البحرية الأخرى القادرة على الإبحار حتى تنزانيا.

وستتشكل القوة الجديدة من 55 ألف عنصر و33 ألف قطعة بحرية تعمل في المياه الخليجية خلال المرحلة الأولى من نشاطها، وفق تنغسيري.

وقال المسؤول الإيراني إن القوة “ستباشر مهمتها في بحر قزوين خلال المرحلة التالية”، مؤكدا أن طهران ستنشئ قوة ظل بحرية من قوات التعبئة الشعبية وتجهيزها بأسلحة مناسبة.

وكان وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني قد حذر، الأسبوع الماضي، الولايات المتحدة من أنها “ستواجه مشاكل استثنائية إذا أرادت تشكيل قوة دولية لحماية الملاحة في البحر الأحمر”، وقال إنه “لا يمكن لأحد التحرك في منطقة اليد العليا فيها لإيران”.

ووفقا لوكالة رويترز فإن نحو 5% من إمدادات النفط العالمية من مضيق هرمز (حوالي 20 مليون برميل يوميا)، والذي تحظى إيران بحضور قوي فيه، وسبق أن هددت بإغلاقه.

وتلعب قطر دور الوسيط بين الولايات وإيران من أجل تخفيف حدة التوتر في المنطقة وسبق أن توصلت لاتفاق تبادل سجناء بين البلدين، نظرا للثقة التي تحظى بها من الطرفين.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/1a1