حرائق هيوز وسيبولويدا تجتاح لوس أنجلوس

حرائق هيوز وسيبولويدا تجتاح لوس أنجلوس
حريق هيوز يستمر في التوسع مع أوامر إجلاء لـ31,000 شخص.

تشهد مدينة لوس أنجلوس حالة من الطوارئ بعد أن امتد حريق هيوز إلى أكثر من 10,000 فدان، مما دفع السلطات لإصدار أوامر إجلاء لعشرات الآلاف من السكان.

واكدت صحيفة الواشنطن بوست أن حريق آخر  اندلع في الأحراش على طول الطريق السريع 405 بالقرب من الأحياء السكنية الكثيفة في وقت مبكر من صباح اليوم ، مما زاد من تفاقم الوضع.

وبدأ الحريق المعروف باسم “حريق سيبولويدا” في حي بيل اير بعد الساعة 12:30 صباحا، حيث امتد بسرعة على الجانب الشرقي للطريق السريع 405.

وسرعان ما انتشر إلى 20 فدانا في غضون ساعة، ما دفع السلطات إلى تحذير السكان في منطقتي بيل اير وبرينت وود بإجراءات الإجلاء. وحتى صباح الخميس، كان الحريق لا يزال خارج السيطرة تماما.

في الجهة الشمالية، استمر حريق هيوز في التوسع بشكل متسارع بعد أن شهد انفجارا كبيرا في مساحته يوم الأربعاء، ليصل إلى نسبة احتواء منخفضة لم تتجاوز 14%.

وذكرت السلطات المحلية أن حوالي 31,000 شخص تم إجلاؤهم، بينما تم تحذير نحو 23,000 آخرين. واشتعلت النيران بالقرب من بحيرة كاستايك، حيث يعمل أكثر من 4,000 من رجال الإطفاء في محاولة لاحتواء الحريق، وفقا لما نشرته الصحيفة.

السلطات أصدرت أيضا تحذيرا بالعلم الأحمر في مناطق واسعة من لوس أنجلوس وفنتورا، مع توقعات بزيادة سرعة الرياح صباح الخميس، مما يعزز من خطر انتشار الحريق. وأشارت الأرصاد الجوية إلى أن درجات الرطوبة كانت منخفضة، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدا.

مخاوف من سرعة الرياح

ومع  ارتفاع خطر انتشار الحرائق، فإن مراكز التنبؤ بالعواصف حذرت من أن الظروف ستزداد خطورة مع توقع رياح تصل سرعتها إلى 70 ميلا في الساعة، مما قد يزيد من صعوبة السيطرة على النيران.

ومن المتوقع أن تتغير الأجواء نحو البرودة في عطلة نهاية الأسبوع مع احتمال هطول أمطار خفيفة.

لا زالت الولاية تتعافى من آثار حرائق سابقة، مثل حرائق باليساديس وإيتون التي التهمت أكثر من 37,000 فدان وأسفرت عن وفاة 28 شخصا.

وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تهديده بوقف المساعدات الفيدرالية للولاية في ظل استمرار جهود مكافحة الحرائق، مع تكرار مزاعم غير صحيحة بشأن رفض المسؤولين السماح بنقل المياه من الشمال إلى لوس أنجلوس.

فيما يتعلق بالإجلاء، شملت الأوامر منطقة بحيرة كاستايك، التي تتضمن مناطق في حديقة الولاية وتصل إلى حدود مقاطعة فنتورا.

كما تم إخلاء بعض السجناء من مركز احتجاز بيتشيس، بينما أغلقت عدة مدارس بما في ذلك كلية كانيونز في سانتا كلاريتا.

ولتفادي تعطيل جهود مكافحة الحرائق، أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية عن قيود مؤقتة على الطائرات المسيرة في منطقة كاستايك.

وكانت طائرة مسيرة قد تسببت في تعطيل إحدى طائرات “سوبر سكوبير” أثناء مكافحة الحريق في باليساديس الشهر الماضي، مما دفع السلطات إلى تحذير الجمهور من التدخل في العمليات الجوية، وهو ما يعد جريمة فدرالية.

ارتفاع وصل 100 متر في السماء

في الثامن من الشهر الجاري، اندلع حريق غابات هائل قرب مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، ما دفع السلطات إلى إصدار أوامر إخلاء لنحو 30 ألف شخص في منطقة باسيفيك باليساديس.

واستمر الحريق في الانتشار بسرعة كبيرة بفعل الرياح العاتية، أتى على حوالي 1200 هكتار من الأراضي حتى الآن، فيما لم تُسجل أي إصابات حتى اللحظة.

وقد أشار حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، إلى أن العديد من المباني قد دمرت جراء الحريق، الذي لا يزال يواصل تمدده في حي باسيفيك باليساديس، الذي يقع أسفل جبال سانتا مونيكا شمال غرب لوس أنجلوس، وتشتهر المنطقة بمنازلها الفاخرة التي تصل قيمتها إلى ملايين الدولارات.

وتسببت الرياح القوية في تفاقم الوضع، حيث أكدت السلطات أن سرعة الرياح كانت وراء انتشار النيران بشكل أسرع من المتوقع.

ووصف أحد سكان المنطقة، في مقابلة مع قناة “كي تي إل إيه”، مشهد الحريق قائلا إنه لم يصدق أن الرياح يمكن أن تؤثر بهذه القوة على النيران، مشيرا إلى ألسنة اللهب التي ارتفعت لمسافة 100 متر في السماء.

كما تسبب الحريق في حالة من الفوضى بين السكان، حيث اضطر العديد منهم إلى مغادرة منازلهم بسرعة دون أن يتمكنوا من أخذ سوى القليل من متعلقاتهم وحيواناتهم الأليفة.

حريق طال 10.000 منزلا

في الوقت نفسه، عانى الكثيرون من ازدحام مروري شديد في محاولتهم الهروب من الحريق. وأوضحت إحدى السكان، كيلسي ترينور، أنهم اضطروا لمغادرة سياراتهم والهروب سيرا على الأقدام بسبب النيران التي كانت تحيط بهم من كل جانب.

من جانبها، أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية حالة تأهب قصوى في معظم أنحاء لوس أنجلوس، حيث توقعت رياحا شديدة تصل سرعتها إلى 130 كيلومترا في الساعة، مما يزيد من صعوبة السيطرة على النيران.

وقد أرسلت فرق إطفاء إضافية من شمال كاليفورنيا إلى المناطق المتضررة في الجنوب، بينما واصلت الفرق المحلية مكافحة الحريق في محاولة لاحتوائه.

ووفقا للسلطات، فإن أكثر من 25 ألف شخص في 10 آلاف منزل تعرضوا للخطر جراء الحريق، الذي دمر أكثر من 5% من مساحة منطقة باسيفيك باليساديس.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/4rk