أطلقت مسنَّات وأطفالا.. المقاومة تنتصر أخلاقيا على إسرائيل

في حين تواصل إسرائيل قتل المدنيين نساء وأطفالا وشيوخا في قطاع غزة، تواصل فصائل المقاومة إبعاد المدنيين المحتجزين لديها عن المعادلة العسكرية، وتعمل على تأمين حياتهم حتى لا يقتلهم القصف الإسرائيلي المتواصل والذي قتل عشرات منهم فعليا.

ويتواجد لدى المقاومة ما يصل إلى 250 محتجزا في غزة لكنها قالت مرارا إنها لن تستخدمهم كورقة ضغط سياسية وإنها مستعدة لإطلاق سراحهم فور توفر الظروف على الأرض.

وأطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، سراح سيدة أمريكية وابنتها طوعا ثم أطلقت سراح مسنتين إسرائيليتين بعدهما، في حين كان الاحتلال يقتل الفلسطينيين بلا هوادة.

كما أطلقت المقاومة سيدة إسرائيلية وطفليها طوعا، وقالت المرأة إنهم أعطوهم ثيابا لستر جسدها وعاملوها بطريقة جيدة.

 

مماطلة في إطلاق المحتجزين

ووفقا لما نقلته وسائل إعلام غربية، فإن الوساطة التي تقودها دولة قطر توصلت لاتفاق يقضي بإطلاق سراح عشرات المدنيين مقابل إطلاق نساء وأطفال فلسطينيين من سجون الاحتلال، لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يماطل في تنفيذ الاتفاق.

وقال موقع أكسيوس الأمريكي أمس الأربعاء إن القطريين قدموا مقترحين لحكومة الاحتلال، يتضمن الأول إطلاق سراح 18 محتجزا، بينهم نساء وأطفال، مقابل وقف إطلاق نار لمدة 3 أيام.

لكن مجلس الحرب الإسرائيلي رفض المقترح وقال إنه لن يوقف القتال أكثر من 24 ساعة مقابل هذا العدد القليل من الأسرى.

وتضمن المقترح الثاني إطلاق سراح تدريجي لعدد أكبر من المحتجزين على مدى عدة أيام يتم خلالها وقف القتال.

وطلبت حماس وقف القتال لـ 5 أيام، لكن إسرائيل رفضت وقالت إنها لن توقف الأعمال القتالية إلا 3 أيام كحد أقصى.

وأكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن سلوك إسرائيل يعرقل جهود إطلاق سراح المحتجزين.

وكان أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، قد أعلن مرارا استعداد المقاومة لإطلاق سراح المدنيين في أي لو توفرت الظروف على الأرض.

وقال الناطق باسم القسام إن الأسرى العسكريين لن يخرجوا إلا بصفقة تبادل تضمن تبييض كافة سجون إسرائيل.

كما أكد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد هندي أن الاحتلال تراجع عن اتفاق توصلت له قطر وتمت كتابته بمعرفة الولايات المتحدة قبل أيام قليلة.

وقال نعيم في مقابلة مع قناة الجزيرة إن المقاومة تحسن معاملة الأسرى والرهائن وتحافظ على حياتهم انطلاقا من مبادئها وأيضا حتى تتمكن من إتمام صفقة تبادل مع الجانب الإسرائيلي.

وأكد نعيم أنه تم الاتفاق على إطلاق سراح خمسين امرأة وطفلا مقابل كافة ونساء وأطفال فلسطين من سجون الاحتلال، لكن نتنياهو تراجع وطالب برفع سن المشمولين بالاتفاق من 18 عاما إلى 19 عاما حتى يتمكن من ضم عسكريين لأن التجنيد في إسرائيل يبدأ من هذه السن.

وفيما تفرض إسرائيل حصارا مطبقا على قطاع غزة وتمنع إدخال الطعام والشراب والدواء والوقود، قال محتجزون مدنيون لدى المقاومة بعد إطلاق سراحهم إنهم عوملوا بطريقة جيدة جدا.

وأدى الحصار الإسرائيلي لاستشهاد مئات الفلسطينيين بسبب عدم توفر سبل العلاج بما في ذلك مصابين وأطفال خدج.

 

إسرائيليون يثنون على المقاومة

في المقابل، قالت مسنة إسرائيلية أفرجت عنها حماس إنها كانت تتلقى رعاية صحية وأدوية خلال وجودها في غزة، مؤكدة أن مقاتلي حماس كانوا يأكلون مع المحتجزين من نفس الطعام.

وقالت الإسرائيلية يوخفد ليفشيتز (85 عاما)، إن مقاتلي المقاومة كانوا يهتمون بالنظافة الشخصية للمحتجزين وكانوا يحضرون لهم الأدوية التي يحتاجونها دون تأخر.

الأمر نفسه أكدته مسنة إسرائيلية تدعى حنا كتسير، بالقول إن مقاتلي حركة الجهاد يعاملون المحتجزين بود ويحاولون حمايتهم بينما نتنياهو يقصفهم بالطائرات.

وقالت كتسير -التي أعلنت حركة الجهاد عزمها إطلاق سراحها لأسباب إنسانية- إن نتنياهو يقتل الأطفال والنساء والأسرى والمحتجزين في غزة لكي يداري فشله في كل شيء.

وحتى على الصعيد العسكري، رفضت المقاومة الاشتباك مع جنود الاحتلال الذين حاصروا واقتحموا مجمع الشفاء الطبي، كما قال القيادي في حماس باسم نعيم.

ورغم ما تلحقه المقاومة من خسائر في جنود الاحتلال وآلياته كل يوم إلا أنها لم تخض ضده أي اشتباكات في مناطق سكينة توغل إليها في القطاع.

ومع استشهاد آلاف الفلسطينيين بسبب الحصار الإسرائيلي، ما تزال المقاومة تؤكد أنها تتعامل مع المحتجزين المدنيين كضيوف عندها حتى عودتهم لبيوتهم.

ولعل إصرار المستوطنة الإسرائيلية يوخفد ليفشيتز على مصافحة أحد مقاتلي حماس لحظة تسليمها للصليب الأحمر، عكست ما لقيته هذه السيدة خلال تواجدها في غزة.

 

المستوطنة الإسرائيلية المفرج عنها يوخفد ليفشيتز

كما نشرت المقاومة صورا تظهر إجراء عملية جراحية لأسيرة تعرضت لإصابة بالغة في ذراعها اليمني.

وعلقت عنات مروم، الخبيرة الدولية بالجغرافيا السياسية والأزمات العالمية، على هذا السلوك من جانب المقاومة بالقول إن صدى هؤلاء “سيتردد لصالح حماس في العالم كله”.

وقالت المقاومة الفلسطينية إن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة أودى بحياة أكثر من 50 محتجزا وأسيرا، فيما قتلت إسرائيل أكثر من 11 ألفا و500 مدني فلسطيني غالبيتهم من الأطفال.

كما أجبر جنود الاحتلال الذين اقتحموا مجمع الشفاء الطبي بعض النازحين والجرحى والأطباء على خلع ملابسهم واعتدوا عليهم وهددوهم بالقتل، وفق ما أكده مسؤولون صحيون بالقطاع.

وقتلت إسرائيل مدنيين خرجوا من مستشفى الشفاء رافعين الراية البيضاء رغم أنهم حصلوا على تعهد بعدم المساس بهم.

وقصفت إسرائيل قوافل نازحين وسيارات إسعاف كانت تقل جرحى في الممر الآمن الذي دعت الناس للخروج عبره من الشمال إلى الجنوب.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/10h