قالت وكالة الأنباء الأمريكية “أسوشيتد برس” إن الوسطاء في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة أحرزوا تقدما كبيرا الليلة الماضية، مشيرةً إلى أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد، حسبما قال مسؤولون اليوم الاثنين.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين مطلعين على المحادثات، أن مباحثات الليلة الماضية شهدت انفراجة، وأن هناك اتفاق مقترح على الطاولة، إذ أن المفاوضين من الجانبين سيعودون الآن إلى قادتهم للحصول على الموافقة النهائية.
وأضافت الوكالة نقلت عن المسؤولين أن الوسطاء سلموا مسودة الاتفاق إلى كل جانب وأن الساعات الأربع والعشرين القادمة ستكون محورية، لافتةً إلى وجود عدد من العقبات التي يجب إزالتها.
🔴 ارتفاع حصيلة ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 46 ألفًا و537 شهيدًا و109 آلاف و571 مصابًا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء.
🔴 وزارة الصحة في غزة أشارت إلى أنه تم إضافة 499 شهيدًا للإحصائية التراكمية للشهداء، ممن تم اكتمال بياناتهم واعتمادها من اللجنة القضائية… pic.twitter.com/PgqpKFUTTS
— منصة مشيرب – Msheireb Platform (@msheirebQa) January 11, 2025
بضعة أيام
وفي السياق قال مسؤول مصري للوكالة، إنه تم إحراز تقدم جيد خلال الليل، لكن الأمر سيستغرق على الأرجح بضعة أيام أخرى، وأن الجانبين يهدفان إلى التوصل إلى اتفاق قبل تنصيب ترامب في 20 يناير.
وأكد المسؤول المصري أن هذه القضايا لا تزال قيد المناقشة.
من جهته قال مسؤول آخر إن المحادثات كانت في وضع جيد، لكنها لم تُختتم بعد. وقدّر هذا المسؤول أيضا أن الاتفاق سيكون ممكنا قبل تنصيب ترامب.
حماس والاحتلال
وردا على سؤال حول المحادثات في مؤتمر صحفي، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر: “لقد تم إحراز تقدم، وآمل أن نرى الأمور تتحقق في غضون فترة قصيرة. ولكن لا يزال يتعين إثبات ذلك”.
في حين قال مسؤول في حركة حماس للوكالة، إنه لا يزال هناك عدد من القضايا الخلافية التي تحتاج إلى حل، بما في ذلك التزام إسرائيلي بإنهاء الحرب وتفاصيل حول انسحاب القوات الإسرائيلية وتبادل الرهائن والأسرى.
حراك متسارع في الدوحة
والجمعة، التقى مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، برئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وقال مصدر مطلع لـ”رويترز” إن مبعوث الرئيس الأميركي التقى رئيس الوزراء القطري، لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة ومفاوضات المحتجزين لدى حماس.
وفي ديسمبر الماضي أعرب رئيس الوزراء القطري عن تفاؤل حذر فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وبيّن أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يريد التوصل إلى اتفاق قبل توليه السلطة في يناير القادم.
ووصل مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ستيف ويتكوف إلى إسرائيل السبت الماضي، لدفع المحادثات نحو إبرام صفقة المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة، بحسب ما أفادت مصادر إسرائيلية.
وصرّح مسؤول إسرائيلي بأن ويتكوف شدد خلال محادثته مع نتنياهو وفريق التفاوض على رغبة الرئيس الأميركي المنتخب في رؤية صفقة تُبرم قبل 20 يناير بحسب موقع “واللا العبري”.
كان ترامب قد حذر، في وقت سابق، من أن “أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها” إذا لم يُفرج عن المحتجزين بحلول موعد تنصيبه في 20 يناير.
“هذه قضية مرجلة”.. هكذا كانت مواقف #سمو_الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال عام من الدفاع عن #فلسطين#منصة_مشيرب pic.twitter.com/F992wioz3k
— منصة مشيرب – Msheireb Platform (@msheirebQa) October 7, 2024
عائلات المحتجزين
بدورها أصدرت عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة بيانا طالبت فيه الوفد الإسرائيلي بعدم العودة من الدوحة دون اتفاق يضمن إعادة كافة المحتجزين.
وقال البيان الذي نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية: “إن الأمر الوحيد الذي يعيد المحتجزين هو وقف الحرب في قطاع غزة”، وأضاف: “نحن نستقبل محتجزينا في أكفان، وكم من الدماء يجب أن تسفك لمصلحة نتنياهو السياسية، يجب وقف الحرب و توقيع صفقة شاملة”.
صفقة متعددة
وكانت هيئة البث الإسرائيلية نقلت عن مصادرها أن تقدما كبيرا جدا تشهده مفاوضات الصفقة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وقالت الهيئة إن التقدم جاء بعد استعداد إسرائيل للتفاوض خلال المرحلة الأولى على مرحلة ثانية قد تشمل إنهاء الحرب.
وأضافت نقلا عن مصادر أمريكية وصفتها بالمطلعة، أن الحديث يدور عن صفقة متعددة المراحل بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة، تتضمن إعادة كل المحتجزين في قطاع غزة.
وبينت أن التعهدات بين كل مرحلة وأخرى من مراحل الصفقة هي مفتاح التوصل إلى اتفاق. وأوضحت أن الصفقة تشمل تعهد إسرائيل بعدم العودة إلى القتال، فيما سيكون حماس إعادة كل من تبقى من المحتجزين الإسرائيليين في المرحلة الثانية من الصفقة.
وأضافت المصادر أن “الصفقة الحالية أفضل ما يمكن لحماس رؤيته وهي معقولة لكل الأطراف”.
تعثر متكرر
ولأكثر من مرة، تعثرت مفاوضات تبادل الأسرى، التي تجري بوساطة قطرية مصرية أميركية، جراء إصرار نتنياهو على استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمالي قطاع غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع.
في حين تصر حركة حماس على مبادئها التي أعلنتها منذ بداية التفاوض بضرورة انسحاب كامل لإسرائيل من قطاع غزة، ووقف تام للحرب، بغية القبول بأي اتفاق.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 155 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.