تستمر الأخبار المثيرة في مجال الأدوية، حيث بدأت قصة مستقبلات GLP-1 كعلاج لمرض السكري، ثم تطورت لتشمل علاج السمنة عبر حقنة واحدة أسبوعيا، وحاليا تظهر الأبحاث إمكانية استخدام هذه الأدوية لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية والكلى، كما يتم اختبارها لعلاج مرض الزهايمر والإدمان.
وعلى الرغم من أنه ما زال هناك الكثير من الدراسات اللازمة، إلا أن هذه المستقبلات قد تصبح واحدة من أكثر الأدوية نجاحا في التاريخ، بحب تقرير صحيفة ذا إكونوميست البريطانية.
ومع توقعات بانخفاض أسعار هذه الأدوية وتسهيل استخدامها مستقبلا، يأمل الخبراء في أن تحدث هذه العلاجات فرقا كبيرا في حياة أكثر من مليار شخص حول العالم، مما سيترك تأثيرات إيجابية عميقة على الصناعة والاقتصاد والمجتمع.
عقار واحد يعالج السمنة وأمراض القلب والشيخوخة.. ماذا نعرف عن عقار سيماجلوتيد “أوزمبك” الذي أحدث طفرة في عالم الطب؟
#منصة_مشيرب pic.twitter.com/J5dXDKVyMp
— منصة مشيرب – Msheireb Platform (@msheirebQa) October 27, 2024
زيادة الطلب العالمي على أدوية GLP-1
وبعد سنوات طويلة من الإخفاقات في إيجاد “علاج معجزة” في علاج السمنة،اجتاحت السوق الأمريكية عقاقير مثل سيماجلوتيد، المعتمد لعلاج السمنة. وبالفعل بدأت هذه الأدوية تظهر نتائج فعلية ملموسة، شجعت الآخرين على الوثوق بها و لم تعد العلاجات محصورة على المشاهير أو الأثرياء، بل أصبح واحد من كل ثمانية بالغين أمريكيين يتناول أدوية GLP-1.
وشهدت الشركات المصنعة، مثل نوفو نورديسك التي تنتج أوزيمبيك وعقار ويجوفي، وشركة إيلي ليلي التي تقدم تيرزباتيد، زيادة كبيرة في قيمتها السوقية، تصل إلى تريليون دولار منذ عام 2021، وهذا النجاح يعكس فعالية هذه الأدوية، والحاجة المتزايدة لعلاجات أكثر فعالية.
وبحسب الصحيفة، يعاني أكثر من خمس سكان العالم من مرض السمنة ما جعل الطلب على الأدوية آخذا بالإزدياد عاما بعد عام ، حيث تسعى شركات الادوية في الوقت الحالي إلى تطوير دواء GLP-1 لتصبح على شكل أقراص يسهل تناولها، بتكلفة أقل من الحقن وبآثار جانبية قليلة .
وبحلول 2026، ستوفرشركات الادوية في البرازيل والهند والصين عقار سيماجلوتيد بعد ضمان حصوله على براءة الإختراع، فيما تكثف الصين جهودها بتوفير ثمانية أدوية يجري التطوير عليها.
فعالية GLP-1 وآثارها الصحية
وتحمل GLP-1 حلولا كبيرة، فقد اظهرت الدراسات أن المرضى الذين تناولو عقار سيماجلوتيد تراجعت لديهم احتمالات الاصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية إلى جانب قدرتها على علاج السمنة.
وإلى جانب ذلك أثبت عقار تيرزباتيد فعاليته في تحسين حالات انقطاع النفس أثناء النوم،الأمر الذي مكن من استخدام هذه الأدوية لعلاج مجموعة واسعة من الأمراض.
إلى جانب ما أثبته أدوية GLP-1 من نجاعتها في تحسن الصحة العامة وتخفيف الوزن إلا أنها مكلفة فسعر عقار تيرزباتيد يبلغ 500 دولار في الولايات المتحدة، وقد تسبب الغثيان والتهاب في الامعاء والبنكرياس والإسهال أحيانا.
ويبقى الامل معقودا على ادويةGLP-1t ففي عام 2019، كانت أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري ومرض الزهايمر وأمراض الكلى من بين الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة على مستوى العالم. ومع تقدم السكان في السن وتحسن خدمات الرعاية الصحية في البلدان النامية، من المتوقع أن تزداد هذه الأمراض بشكل أكبر بحلول عام 2050.
عرض هذا المنشور على Instagram
دور أدوية GLP-1 في مواجهة التحديات الاجتماعية
وفي الولايات المتحدة، توفي أكثر من 100 ألف شخص بسبب جرعات زائدة من المواد الأفيونية في العام الماضي، بينما توفي 180 ألف شخص بسبب استهلاك الكحول، ويكمن دور عقار GPL-1 في ضبط الرغبة تجاه الإدمان بأشكاله.
وتعتبر الفاتورة الإجمالية لوصف هذه الأدوية مرتفعة، إلا أن استخدامها يمكن أن يقلل من التكاليف الطبية الأخرى. حيثتقدر الفاتورة الطبية المباشرة لعلاج السمنة في أمريكا بحوالي 260 مليار دولار سنويا، بينما تمثل إدمان المخدرات عبئا أكبرعلى نظام العدالة الجنائية والمجتمع.
ونتيجة لذلك قد يؤدي تحسن صحة الأفراد إلى زيادة عائدات الضرائب على الدخل في مقابل انخفاض العائدات الضريبية على الكحول.
وبفضل هذا النوع من العقاقير تظهر الدراسات أن حبوب منع الحمل تشجع النساء على الاستمرار في التعليم والمشاركة في سوق العمل، مما يعزز الإنتاجية والحرية.
وبالمثل، فإن عقاقير الجلوبيولين المناعي، مثل أدوية GPL-1 قد تحدث تغييرا عميقا في الاقتصاد والمجتمع، وإذا تمكنت هذه الأدوية من السيطرة على الرغبة الشديدة في تناول الطعام او الادمان على الكحول.
وبدلا من اعتبار السمنة والإدمان عيوبا أخلاقية، قد ينظر إليهما على أنهما أمراض قابلة للعلاج وبالتالي تتغير نظرة المجتمع، إن الثورة التي تجلبها أدوية الجلوبيولين المناعي، ووعدوها تحمل آمالا لتحسين الحياة الصحية والاجتماعية للعديد من الأشخاص.
أضف تعليقا