الحلقة الثالثة من “بين جيلين”: مدفع رمضان

الحلقة الثالثة من “بين جيلين”: مدفع رمضان
المدفع صوت يربط الماضي بالحاضر

مشيرب ـ هاجر رضوان

سلطّ الفاصل الثالث من البرنامج الرمضاني “بين جيلين” الضوء على التقليد الرمضاني القديم والمتجدد في دولة قطر ألا وهو “مدفع رمضان“.

وأبرز “بين جيلين” تواصل التقليد الرمضاني العريق الذي يخلق حالة من البهجة والسرور لدى الأهالي، إضافة إلى كونه يجمع ما بين الأجيال القديمة والحديثة.

وبيَّن الفاصل الرمضاني أن المدفع ظل لعقود جزءا لا يتجزأ من الأجواء الرمضانية، ولا يزال حاضرا ليعلن لحظة الإفطار ويذكر الناس بروح الشهر الفضيل.

وتناولت الحلقة المدفع في الماضي، حيث كان يُطلق من أماكن مرتفعة مثل القلاع والحصون، ليصل صوته إلى مختلف أحياء الدوحة القديمة.

وعند أول طلقة، كانت العائلات تتوقف عن أعمالها، وتتجه الأنظار نحو الأفق، حيث كانت الطلقات تمثل لحظة تجمع بين الفرح والتأمل.

وكان الأطفال يترقبون المدفع بلهفة، بينما يتبادل الكبار التهاني بقدوم الإفطار، في مشهد يعكس الترابط المجتمعي والروح الرمضانية الدافئة.

#مدفع_رمضان” في قطر #بين_جيلين.. لقطتان وحكاية واحدة#شهر_رمضان pic.twitter.com/vK5gkKhjNa

— منصة مشيرب – Msheireb Platform (@msheirebQa) March 9, 2025

رمز تراثي

وأوضح الفاصل أنه رغم التطور الكبير الذي شهدته قطر، لا يزال مدفع رمضان حاضرا في الاحتفالات الرمضانية، محتفظا بمكانته كأحد أهم الرموز التراثية.

وأشار إلى أن المدفع اليوم، يُطلق في مواقع مختلفة مثل كتارا وسوق الوكرة، ليظل صوته علامة مميزة للشهر الكريم، حيث يترقبه الناس تماما كما كان الحال في الماضي.

وأكد أنه إلى جانب التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت تحدد مواقيت الإفطار، يظل هذا التقليد قائما، يجمع بين الأصالة والحداثة، ويؤكد أن بعض العادات تظل خالدة رغم تغير الزمن.

ويطلق المدفع يوميا خلال شهر رمضان في قطر، قبل دقائق من أذان المغرب، ليعلن للصائمين موعد الإفطار مع غروب الشمس.

وتستمر قطر في الاحتفاظ بهذا التقليد السنوي الذي يضيف سحرا خاصا لشهر رمضان المبارك.

المدفع صوت يربط الماضي بالحاضر

أصل مدفع رمضان

ويشكل هذا التقليد جزءا من التراث الثقافي للدولة، وهناك العديد من الروايات حول أصل مدفع رمضان وبداية استخدامه.

ويحكى أن إحدى الروايات تقول أنه في عهد الخديوي إسماعيل، كان بعض الجنود يقومون بتنظيف أحد المدافع، وفجأة انطلقت قذيفة دوت في سماء القاهرة، متزامنة مع آذان المغرب في أحد أيام رمضان، فظن الناس أن الحكومة قد تبنت تقليدا جديدا لإعلان موعد الإفطار.

وعندما علمت ابنة الخديوي بذلك، أعجبت بالفكرة وأصدرت فرمانا يقضي باستخدام المدفع للإعلان عن الإفطار والإمساك في رمضان والأعياد الرسمية.

أما الرواية الثانية، فتقول إن سلطانا مملوكيا أراد اختبار مدفع جديد وصل إليه، وصادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين بأن موعد الإفطار قد حان، وعندما رأى السلطان سعادة الناس، قرر الاستمرار في إطلاق المدفع يوميا للإعلان عن الإفطار والإمساك.

ومع مرور الوقت، انتشر هذا التقليد في مناطق الشام أولا، مثل القدس ودمشق وسائر مدن الشام الأخرى، ثم انتقل إلى بغداد في أواخر القرن التاسع عشر، وفيما بعد إلى جميع دول الخليج العربي، وكذلك إلى اليمن والسودان وبعض دول غرب إفريقيا.

وفي قطر، بدأ استخدام مدفع الإفطار في أوائل القرن العشرين، وكان يطلق من مواقع مختلفة في المدينة لإعلام السكان بموعد الإفطار في وقت لم تكن فيه الساعات أو آذان المساجد متاحة للجميع كما هي الحال اليوم.

بين جيلين

وبرنامج “بين جيلين” الذي تنتجه منصة مشيرب، هو مجموعة من الفواصل الرمضانية، يوثق هذه العادات الرمضانية، ويستعرض كيف كانت تُمارس قديما وكيف تطورت اليوم، ليبقى مدفع رمضان شاهدا على استمرارية التقاليد القطرية العريقة.

وتقدم منصة مشيرب مجموعة متنوعة من البرامج خلال شهر رمضان المبارك للعام 2025، والتي تخاطب جميع الفئات والجوانب الحياتية.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/56e