سماعة AirPods Pro 3 تُحدث طفرة في الترجمة الفورية

سماعة AirPods Pro 3 تُحدث طفرة في الترجمة الفورية

تقدم شركة “آبل – apple” خطوة جديدة في دمج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية من خلال سماعة “إيربودز برو 3” الجديدة، التي تقدم ميزة ترجمة فورية للغات مباشرة في الأذن، ما يجعل التواصل عبر اللغات الأجنبية أسهل وأكثر سلاسة.

ويقول الكاتب الرئيسي لتقنيات المستهلك في صحيفة التايمز براين تشين: “في هذا الأسبوع، التقيت بصديق قديم وحدثني عن نشاطاته الصيفية. تحدث عن زيارة لعائلته في أريزونا وحضوره عرض فيلم ‘ليلو وستيتش’. كل ذلك قاله بالإسبانية، لغة لم أتعلمها أبدا، ومع ذلك فهمت كل كلمة”.

وأوضح أن السر في ذلك كان سماعات آبل الجديدة التي ستتوفر في المتاجر يوم الجمعة بسعر 250 دولارا، إذ تعتمد السماعات على الذكاء الاصطناعي للترجمة اللحظية، وهي الميزة الأكثر أهمية في الإصدار الجديد، إلى جانب تحسينات طفيفة في خاصية إلغاء الضوضاء.

وأضاف تشين: “راجعت لاحقا نص المحادثة على هاتفي لتأكيد دقة الترجمة. باستثناء بعض الأخطاء البسيطة في الضمائر، كانت الترجمة دقيقة”.

ويصف تشين هذه التجربة بأنها “أقوى مثال شاهدته على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة سلسة وعملية يمكن أن تفيد الكثيرين. فمثلا، يمكن لأطفال المهاجرين الذين يفضلون التحدث بلغتهم الأم أن يتواصلوا بسهولة أكثر، ويمكن للمسافرين فهم سائقي الأجرة وموظفي الفنادق وشركات الطيران بشكل أفضل”.

ويشير إلى أنه حتى في حياته اليومية، يمكن للتقنية مساعدة على فهم متعاقد أو موظف مكافحة حشرات لا يتحدث الإنجليزية ويحاول شرح ما وجده تحت المنزل.

وأضاف تشين: “بصراحة، كنت متفاجئا، مسيرة آبل في الذكاء الاصطناعي كانت متعثرة في السابق، حيث لم تنجز بعض المميزات التي وعدت بها في أيفون 16 لعدم كفاءة التكنولوجيا، وكانت أدواتها في تحرير الصور وتلخيص المقالات أقل جودة مقارنة بمثيلاتها لدى جوجل. لكن تقنية الترجمة في الايربودز دليل على أن أبل ما زالت في سباق الذكاء الاصطناعي رغم البداية المتعثرة”.

ويؤكد تشين أن المترجم الرقمي ليس جديدا، إلا أن طريقة آبل في تنفيذه داخل سماعة صغيرة يمكن ارتداؤها بسهولة، قد تحدث فرقا كبيرا في الاستخدام اليومي للتكنولوجيا.

ويضيف: “لمدة تزيد على عقد من الزمن، واجه المستخدمون صعوبة في استخدام تطبيقات الترجمة على الهواتف، مثل غوغل ترانسليت ومايكروسوفت ترانسليتر، التي كانت تتطلب توجيه ميكروفون الهاتف للشخص المتحدث وانتظار الترجمة على الشاشة أو سماعات الهاتف الصغيرة، وغالبا ما كانت الترجمة غير دقيقة”.

في المقابل، يحتاج مستخدمو الايربودز فقط إلى الإشارة لتفعيل المترجم، وبعد ثانية تقريبا من بدء الكلام، تسمع الترجمة بصوت المستخدم المفضل عبر السماعات.

سماعة AirPods Pro 3 تُحدث طفرة في الترجمة الفورية

لماذا تتحسن الترجمة؟

وتشير ديميترا فيرجيري، مديرة تقنية الصوت في مختبر SRI، الذي طور النسخة الأولى من سيري قبل استحواذ آبل عليه، إلى أن الايربودز يعتمد على نماذج لغوية كبيرة تستخدم الإحصائيات المعقدة لتوقع الكلمات الصحيحة في السياق، ما يجعل الترجمة أكثر دقة من التقنيات السابقة.

توضح فيرجيري: “الكلمات قد تحمل معاني مختلفة حسب السياق، والنماذج الكبيرة قادرة على تحليل المحادثة كاملة لتفسير المقصود بدقة. وكانت تقنيات الترجمة القديمة تترجم جملة واحدة في كل مرة، ما قد يؤدي إلى اخطاء كبيرة بسبب فقدان السياق”.

لكنها أشارت إلى أن التقنية قد تواجه صعوبات في بعض المواقف الاجتماعية، لأن الكلمات وحدها لا تعكس المشاعر والفروق الثقافية. وتضيف: “في المغرب مثلا، قد يكون من غير المهذب دخول المحادثة دون تحية مناسبة تشمل السؤال عن العائلة والصحة”.

وتختتم فيرجيري بالقول: “الفجوة ما زالت موجودة للتواصل الحقيقي، لكن تقنية الترجمة ستصبح أكثر أهمية مع ازدياد الحاجة للتواصل عبر الثقافات في بيئة العمل العالمية”.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/7ia