كشفت دراسة حديثة أن 9% من البالغين في قطر مصابون بمرض الربو بسبب عوامل ذاتية أو خارجية من بينها التغيرات البيئية.
واعتمدت الدراسة التي نشرت يوم الجمعة على البيانات الاسترجاعية من السجلات الطبية في قطر.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة قطر ومؤسسة حمد الطبية ومعهد قطر للبيئة والطاقة بجامعة حمد بن خليفة وهي بعنوان “معدل تفاقم حالات مرضى الربو في قطر: دراسة استرجاعية بين 2019 إلى 2021″، ونُشِرَت نتائجها في موقع كيو ساينس (QScience).
وأكدت الدراسة أن “انتشار الربو بين البالغين في قطر بلغ 9٪، بسبب عوامل ذاتية وأخرى خارجية مثل التغيرات البيئية”.
وفحص الباحثون العلاقة بين تلوث الهواء وشدة الربو ومعدل تفاقم الحالات لدى مرضى الربو البالغين في قطر.
ووفقا لبيان حديث صادر عن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، فإن الربو هو المرض الأكثر انتشارا في قطر ودول الخليج.
وقالت المؤسسة إن “الربو في الخليج له عوامل خاصة به، حيث تشير الدراسات إلى أن العوامل الوراثية تلعب دورا حاسما في تفاقم حالة الحالة، بالإضافة إلى التعرض للغبار والهواء الملوث والتدخين”.
ويتم التحكم في الربو أيضا بواسطة العوامل البيئية أو المحفزات الخارجية، مما يؤدي إلى تضيق المجاري التنفسية عن طريق انقباض ألياف العضلات واحتقانها وتورمها والتهاب الخلايا المبطنة للقصبات الهوائية، ولذلك، يُعتبر الربو مرضا التهابيا مزمنا.
وجمع القائمون على الدراسة الأخيرة البيانات الاسترجاعية للمرضى الذين يعانون من الربو وتتراوح أعمارهم بين 16 و70 عاما من يناير 2019 إلى ديسمبر 2021 من سجلاتهم الطبية.
وتناولت الدراسة 6,558 مريضا. وتم تحليل تكرار الإصابات في قسمي الرعاية الداخلية والخارجية باستخدام حزم البرمجيات الإحصائية SPSS وMinitab.
وشكلت الإصابات بين المرضى من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك القطريون، نسبة 67٪ مقارنة بنسبة 33٪ من شبه القارة الهندية ودول أخرى.
ولوحظ أعلى معدل للأشخاص المصابين بالربو مع التفاقم عام 2019 (42.7٪) وانخفضت النسبة للنصف عامي 2020 و2021 (28.5٪ و28.8٪) على التوالي.
ويعتقد معدو الدراسة أن انخفاض معدل التفاقم في الربو يمكن أن يعزى إلى عدد من العوامل، بما في ذلك جائحة COVID-19، التي أدت إلى انخفاض تلوث الهواء، وتحسين الالتزام بأدوية الربو.
ويمكن تفسير انخفاض معدل التفاقم الذي لوحظ في الفترة من 2020-2021 بسبب تنفيذ تدابير الإغلاق المرتبطة بجائحة كوفيد-19 أو الامتثال من قبل المرضى للأدوية الموصوفة لهم.
ومن خلال نتائج هذه الدراسة، اقترح الباحثون عددا من الاستراتيجيات الوقائية والعلاجية للتخفيف من أعراض مرض الربو وتحسين جودة حياة المرضى.
تشمل هذه الاستراتيجيات توعية المرضى بأهمية الالتزام بالعلاج وتجنب مسببات المرض، وتشجيعهم على اتباع نمط حياة صحي، وتوفير العناية الطبية اللازمة والمستمرة.