وضع وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، غانم بن شاهين الغانم، حجر الأساس لمشروع مركز موزة بنت محمد للقرآن والدعوة بمنطقة الوعب، باعتباره واحدا من أهم المعالم الوقفية للقرآن والدعوة في الدولة.
ويعتبر هذا المركز واحدا من مشروعات المصرف الوقفي لخدمة القرآن والسنة، وصرحا دعويا ومعلما ثقافيا وحضاريا، سيترك بصمات واضحة في الساحة الدعوية.
وأوضح المدير العام للإدارة العامة للأوقاف، الدكتور خالد آل ثاني، أن تصميم المركز يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ليربط إرث الأجداد بتطلعات الأحفاد ويحقق رؤية الوقف التي تتجاوز الزمن.
وأشار أن المركز اقتبس تصميمه من “زهرة السدر”، ليكون معلما ثقافيا وصرحا نابعا من بيئة قطر، وكذلك ملتقى لتعلم وتعليم المرأة، وينظم الأنشطة الدعوية والرياضية والثقافية المنوعة.
وتلامس مساحة المركز حاجز الـ 25 ألف متر مربع، وفيه 50 فصلا دراسيا للطالبات بسعة 750 طالبة، و42 مكتبا للموظفات ويستوعب 200 موظفة، وناد رياضي، ومسرح وصالات متعددة الأغراض، إضافة إلى موقف يستوعب 306 سيارات على مساحة 18.7 ألف متر مربع.
وتم تطوير المسجد لقربه من مبنى المشروع، من خلال إضافة 250 مترا مربعا لمساحة المسجد وتخصيص 25 موقفا لرواده، مع مراعاة ربط المبنى بالمسجد.
📍وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية غانم بن شاهين الغانم يضع حجر الأساس لمشروع مركز موزة بنت محمد للقرآن والدعوة بمنطقة الوعب.
📍المركز سيكون واحدا من أهم المعالم الوقفية للقرآن والدعوة في الدولة، ويعدّ من أبرز مشروعات المصرف الوقفي لخدمة القرآن والسنة.@AwqafM #خبر #قطر 🇶🇦… pic.twitter.com/psnOtKAWQb
— منصة مشيرب – Msheireb Platform (@msheirebQa) April 30, 2024
واستوحي تصميم المبنى من سياق الموقع الجغرافي والتراث القطري، مستلهماً من زهرة شجرة السدر، التي ورد ذكرها في القرآن الكريم.
وتتجلى هذه الإلهامات في الأنماط الهندسية البسيطة للمبنى، والتي تعكس شكل زهرة السدر ذات الأضلاع المنتظمة والمتكاملة. كما تم استخدام التكوين الخماسي للبتلات في تصميم حديقة الصحن وكتل المبنى نفسه. وإضافة إلى ذلك، فقد أثرت النقاط الخمس للبتلات على تكوين المبنى، حيث تعكس أركان الإسلام الخمسة والصلوات الخمس.
ويحتوي المبنى ذو الشكل الخماسي على واجهات مستوحاة من المشربيات لتقليل الأحمال الحرارية على المبنى مع الحفاظ على الإضاءة الطبيعية، كما يربط التصميم بين الساحات الخارجية للمبنى والفراغات الداخلية، والساحة الرئيسية المتصلة بمنحدر للمشاة يصل إلى الفراغات الداخلية بالطابق الأول، ومنها إلى القسم الخاص بالفعاليات، إذ يتضمن مسرحا يتسع لأربع مائة شخص مع صالة استقبال لكبار الزوار، وصالة أخرى متعددة الاستخدامات تتسع أيضا لأربع مائة شخص.
وتحرص دولة قطر على دعم وتشجيع مشاركة المرأة في هذا المجال، من خلال توفير كافة الإمكانيات اللازمة لها، وتنظيم العديد من البرامج والفعاليات التي تُعنى بتطوير مهاراتها وتعزيز قدراتها.
وتعدّ سمو الشيخة موزا بنت ناصر، قدوة للمرأة القطرية في العمل الديني والإنساني. فقد أسست العديد من المراكز والجمعيات الخيرية التي تُعنى بنشر التعليم الديني وتعزيز القيم الإسلامية.
وفي الأول من فبراير الماضي، افتتحت سمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، مقر “المجادلة: مركز ومسجد للمرأة” ليمثل وجهة للنساء المسلمات من جميع الأعمار والخلفيات.
وأسس مركز المجادلة بمبادرة من سموها بهدف تعزيز الهوية الإسلامية للنساء وتوعيتهن بأمور دينهن ودنياهن، شخصيا وأسريا واجتماعيا، من خلال ايجاد مساحة للتعبد والتعلم، وللتطوير والإرشاد واستنباط الحلول من داخل الإسلام.
وألقت سمو الشيخة موزا كلمة حول رؤية تأسيس “المجادلة”، قالت فيها: “يقال في الفلسفة أن الجدل أصل التطور، ها قد علمنا كيف أن خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها اتخذت من الجدل، وكانت خير مجادلة، سبيلا لتجسيد رؤيتها في سعيها إلى حل مشكلتها”.
وأضافت: “أظهرت خولة بنت ثعلبة بمبادرتها شجاعة وقوة شخصية ووعيا في أن الدين تسهيل في الدنيا وليس العكس، فلم تقف مكتوفة الأيدي، بل سعت وبحثت عن حل للمشكلة من داخل منظومتها الدينية، قاصدة حفظ حدود الله في نفسها وأهلها بعقل وتبصر”.
View this post on Instagram
وتابعت سمو الشيخة موزا: “لا نجتمع هنا اليوم للاحتفال بالجماليات المعمارية للمبنى ومن ثم تحويله إلى مزار سياحي، وإنما لتسليط الضوء على مفهوم العدالة في العبادة من خلال إنشاء مركز ومسجد يتيح للمرأة تطوير ذاتها في الشؤون الدينية والدنيوية من منظور شرعي وفهم شامل للعبادة حتى لا تبقى مصليات النساء مهمشة ومنزوية في ركن قصي، بوضع لا يليق بقيمة المسجد الروحية والإيمانية بما يجعلها بيئة غير جاذبة للفتيات”.
ووقع اختيار اسم “المجادلة” ليعكس دور المرأة المسلمة في الحوار والنقاش البناء، وتسليط الضوء على قدرتها على المساهمة في حل قضايا المجتمع الإسلامي. حيث يركز المركز على مفهوم “العدالة في العبادة” من خلال دمج مصليات النساء في المسجد، بدلاً من تخصيص مكان منفصل لهن، وخلق بيئة إيمانية متكاملة.
يُقدم مركز “المجادلة” مجموعة واسعة من البرامج والأنشطة التي تلبي احتياجات النساء المسلمات من جميع الأعمار والخلفيات، بما في ذلك الدورات التعليمية في مختلف مجالات الإسلام، وورش العمل حول مواضيع متنوعة مثل الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، والجلسات النقاشية مع علماء الدين والمفكرين، ونوادي الكتب، والبرامج التدريبية، والبحوث والدراسات حول قضايا المرأة المسلمة.
يُعدّ “المجادلة” نموذجًا فريدًا لتمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع الإسلامي، من خلال توفير مساحة للتعبد والتعلم والتطوير والإرشاد، واستنباط الحلول من داخل الإسلام، وخلق بيئة إيمانية جاذبة للنساء المسلمات من جميع الأعمار والخلفيات.
أضف تعليقا