بلومبيرغ: ثلثا الأمريكيين يعانون من صعوبات اقتصادية 

بلومبيرغ: ثلثا الأمريكيين يعانون من صعوبات اقتصادية 

أفاد استطلاع للرأي نشرته وكالة “بلومبيرغ”، الثلاثاء، بأن ما يقرب من ثلثي الأمريكيين الذين يمثلون الطبقة المتوسطة يواجهون صعوبات اقتصادية ولا يتوقعون تغييرا في بقية حياتهم، على الرغم من تحسن أسواق العمل والبورصة والإسكان.

وفقًا للتقرير، يشعر العديد من الأمريكيين بعدم الأمان المالي، حيث يواجهون صعوبات في الادخار والتخطيط للمستقبل، وهو ما يعكس عجز الاقتصاد الراهن عن تحقيق الأمان المالي للعديد من الأسر.

أظهر الاستطلاع الذي شمل 2500 شخص أن 65% ممن دخلهم ضعف مستوى الفقر الفيدرالي، أي ما يزيد عن 60 ألف دولار سنويًا لأسرة مكونة من أربعة أفراد، يشعرون بالقلق المالي.

ويرجع ذلك إلى الضغوط المالية التي يواجهونها رغم تصنيفهم ضمن فئة الطبقة المتوسطة.

 

الاقتراض المتزايد

من جهة أخرى، أشار التقرير إلى أن الاقتراض المتزايد والديون العالية يضعفان الثقة المالية لدى العديد من الأمريكيين، حيث يجد نصف المشاركين صعوبة في إدارة مستويات الديون الحالية.

وبينت البيانات أن الأسر التي تعاني من ديون مرتفعة تشعر بأكبر درجات القلق بشأن مستقبلها المالي، مما يظهر التحديات التي تواجه العديد من الأمريكيين في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

ونقلت بلومبيرغ عن الرئيس المشارك لمجموعة التحالف الوطني لتكلفة المعيشة الحقيقية، جنيفر جونز أوستن، قولها إن الاقتصاد الأمريكي يمكن أن يزدهر، لكن العديد من الأمريكيين لا يزالون يعانون من الضغوط المالية، مما يجعل من الصعب عليهم التخطيط للمستقبل بثقة.

وذكرت بلومبيرغ أن الارتفاع في سعر الفائدة، إلى جانب الديون المستحقة، يمكن أن يفسرا الفارق بين المؤشرات الاقتصادية والشعور لدى الأمريكيين من الناحية المالية.

 

وكشف الاستطلاع الفارق بين الأسر غير المدينة التي لا تتأثر بارتفاع أسعار الفائدة والأسر المنهكة بالقروض وديون بطاقات الائتمان المستحقة، في وقت أشار فيه 33 بالمائة من المشاركين إلى أنهم ليس لديهم ديون.

وأظهرت الإجابات على سؤال المدخرات أيضا تباينات واسعة، فحوالي واحد من كل 5 مشاركين لديه ما لا يقل عن 10 آلاف دولار مدخرات، بينما 28 بالمائة ليس لديهم مدخرات على الإطلاق.
وبالعموم قال واحد من كل 6 إنه يتعين عليهم اتخاذ قرارات صعبة بشأن الفواتير الواجب دفعها أولا على أساس منتظم.

وأوردت بلومبيرغ في وقت سابق أن تراجع إنفاق الأسر بالولايات المتحدة الأمريكية الذي حصل مؤخرا لم يكن عرضيا ولمرة واحدة، حيث العوامل التي كانت تقف وراء مرونة المستهلك الأمريكي اللافتة للنظر آخذة في الترنح.

وأوضحت أن الدخل الحقيقي ارتفع بصورة متواضعة خلال 2023، كما كانت معدلات الادخار عند أدنى مستوى لها منذ 16 شهرا، إذ استنفدت الأسر ما راكمته من أموال خلال فترة كورونا، مما نتج عنه الاعتماد على بطاقات الائتمان ومصادر تمويل أخرى لدعم الإنفاق.

وتشير بيانات وزارة التجارة الأمريكية في أبريل أن الاقتصاد يستمر في فقدان قوته الدافعة جراء سياسات الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي)، الذي يخوض معركة ضد التضخم برفع تكلفة الاقتراض لتهدئة الاقتصاد والوصول بالتضخم لـ 2 بالمائة.

توقعات بنك قطر الوطني

يوليو الفائت، توقع بنك قطر الوطني (QNB) أن يشهد الاقتصاد الأمريكي موجة ركود خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، رغم أنه يواصل إظهار مرونة في مواجهة التضخم.

وقال البنك في تقرير، إن توقعاته تستند إلى مؤشرات قطاعات الإنتاج الرئيسة واستهلاك الأسر التي تظهر الأعباء التي يواجهها نمو اقتصاد الولايات المتحدة.

ومن المنتظر أن تؤدي هذه الأعباء إلى هبوط ناعم خلال العام المقبل رغم أن الاقتصاد الأمريكي يواصل إظهار مرونته في مواجهة التضخم وتشديد الأوضاع المالية والغموض الذي يكتنف البيئة الاقتصادية العالمية منذ بداية العام.

أسواق العمل

ولفت البنك إلى أن صلابة أوضاع أسواق العمل وقوة معدلات الاستهلاك لدى الأسر ومرونة قطاع الخدمات، خالفت التوقعات بتدهور هذه القطاعات، لكنه يرى إمكانية حدوث ركود في 2024 غير مستبعدة.

ووصلت الأوضاع المالية لأقصى مستويات التشديد في الولايات المتحدة منذ سنوات، وهو ما يعني ضمنيا عبئا على النمو مستقبلا.

وتوقع البنك استمرار التشدد بأوضاع السوق المالية وأسعار الفائدة، خاصةً أن “الاحتياطي الاتحادي” سيواصل عكس عملية توسيع الميزانية العمومية التي تم تنفيذها خلال جائحة كورونا كإجراء استثنائي ومؤقت.

وسيؤدي ارتفاع تكاليف الائتمان وتشديد معايير الإقراض من قبل البنوك إلى تقييد توافر الائتمان للأسر والشركات.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/2oz