سجلت أسعار الذهب مستوى قياسيا جديدا اليوم الثلاثاء، وسط تجدد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
وعزز هذا التوتر من حالة عدم اليقين وعزز الطلب على الملاذ الآمن، في حين دعمت توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية الأسعار أيضا.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.4% إلى 4124.79 دولارا للأوقية (الأونصة)، بعد أن سجل مستوى قياسيا بلغ 4131.52 دولارا في وقت سابق من الجلسة.
وارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر 0.3% إلى 4143.10 دولارا.
وقفز الذهب الذي يعد ملاذا آمنا 57% منذ بداية العام وتجاوز مستوى 4100 دولار للمرة الأولى أمس الاثنين مدعوما بمخاوف جيوسياسية واقتصادية، وتوقعات خفض أسعار الفائدة وشراء البنوك المركزية كميات كبيرة من المعدن الأصفر، وتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة.
وارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.3% إلى 52.49 دولارا للأوقية، بعد أن سجلت 52.70 دولارا في وقت سابق من اليوم.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفع البلاتين 0.5% إلى 1653.45 دولارا للأوقية، فيما ربح البلاديوم 1.6% إلى 1498.25 دولارا، مسجلا أعلى مستوى منذ مايو 2023.
توقعات المحللين
يتوقع العديد من المحللين استمرار ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، حيث تشير توقعات بنك “غولدمان ساكس” إلى وصول سعر الأوقية إلى حوالي 5000 دولار بحلول نهاية العام المقبل.
أما إد يارديني، رئيس شركة يارديني للأبحاث، فيتوقع ارتفاع السعر إلى 10 آلاف دولار بين منتصف عام 2028 وأوائل 2029.
كبار الرابحين
1. الصين:
تستفيد الصين بشكل كبير من قفزات أسعار الذهب، إذ تسعى لتعزيز دورها المالي العالمي وتقليل اعتمادها على الدولار الأميركي.
وتعد بكين من أكبر الدول حيازة للاحتياطيات الذهبية في العالم، حيث تراكمت لديها كميات ضخمة تسمح لها ببناء نظام مالي أكثر استقلالية.
وتسعى الصين لجعل بورصة شنغهاي للذهب مركزا عالميا لتخزين وتداول الذهب، ما يعزز نفوذها في السوق المالية الدولية.
2. الهند:
تمثل الهند ثاني أكبر مستهلك عالمي للذهب بعد الصين، ويعد المعدن جزءا لا يتجزأ من النسيج الثقافي والاجتماعي في البلاد.
وتقدر حيازات الأسر الهندية من الذهب بنحو 3.8 تريليون دولار، مع ارتفاع ملحوظ في القيمة السوقية لهذه الأصول بفعل القفزات السعرية، ما يعزز ميزانيات العائلات والاقتصاد الوطني.
3. البنوك المركزية العالمية:
شهدت البنوك المركزية حول العالم طلبا غير مسبوق على الذهب منذ عام 2022، ضمن جهود التنويع بعيدا عن الدولار الأميركي.
وبحسب شركة “ميتالز فوكاس” الاستشارية، تجاوزت مشتريات البنوك المركزية من الذهب ألف طن سنويا منذ 2022، بينما من المتوقع أن تصل إلى نحو 900 طن خلال 2025.
ويعكس هذا الاتجاه رغبة الدول في الحصول على أصول أكثر أمانا واستقلالية، خاصة بعد تجميد احتياطات روسيا من العملات الأجنبية بفعل العقوبات الغربية.
3. صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب:
شهدت صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب تدفقات قياسية خلال العام الجاري، بلغت 47 مليار دولار، مع توجه المستثمرين الأفراد والمؤسسيين نحو الذهب كملاذ آمن في ظل الاضطرابات الاقتصادية والسياسية.
وبلغ إجمالي الأصول المدارة من هذه الصناديق 472 مليار دولار بنهاية الربع الثالث، بزيادة 23% مقارنة بالربع السابق.
تربح شركات التعدين الكبرى مثل “غولد هافن ريسورسز” و”أنغلو غولد أشانتي” و”إكوينوكس غولد” بشكل كبير من ارتفاع أسعار الذهب، إذ أن تكاليف الإنتاج مستقرة نسبيا مقارنة بالقفزات السعرية، ما يرفع هوامش الربح بشكل ملحوظ.
4. شركات الرويالتي والستريمنغ (Royalty & Streaming):
تمثل هذه الشركات نموذجا استثماريا حيث تستفيد من ارتفاع أسعار الذهب دون المخاطرة بتكاليف التشغيل المباشرة، فهي تقدم تمويلا مسبقا لشركات التعدين مقابل نسبة من الإنتاج أو الحق في شراء الذهب بأسعار ثابتة مستقبلا، مما يمنحها تدفقات نقدية مستقرة وأرباحا متزايدة مع ارتفاع الأسعار، من أبرز هذه الشركات “فرانكو/نيفادا”، “رويال غولد”، و”ساندستورم غولد”.