قالت صيحفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن بطولة كأس العالم سيطرت على أجندة الدوحة طوال 12 عاما، وإن الدوحة تسعى للاستفادة من مخرجات ما بعد البطولة.
وأوضحت الصحيفة في مقال يوم الخميس أنه بعد 7 أشهر من انتهاء البطولة لا تزال ذكريات الجماهير المتحمسة لكرة القدم ترافقهم في حلهم وترحالهم.
وأضافت “هناك الملاعب المذهلة التي استضافت كأس العالم في العام الماضي، ومعظمها في انتظار أن يتم تفكيكها أو تحويلها إلى استخدامات أخرى؛ مثل مجمعات تجارية وفندقية وقاعات أفراح”.
وعلى طول الكورنيش الذي تحول إلى منطقة للمشجعين خلال البطولة، لا تزال لوحات الدعاية الترويجية للمهرجان الكروي موجودة.
ويوجد مجسم لكأس العالم قطر 2022، مع قوارب صيد ترسو على مياه الخليج الهادئ كخلفية للمجسم.
View this post on Instagram
ما بعد المونديال
وألمح المقال أن قطر تتشبث بآخر ما تبقى من البطولة وهي تفكر في كيفية الانتقال لمرحلة ما بعد نجاحها كأول دولة عربية ومسلمة تستضيف واحدة من أكبر الأحداث الرياضية الأشهر على وجه الكوكب.
وأضاف أن قطر تعمل على المرحلة التالية من تطوير هذه الدولة الغنية بالغاز، وأشار إلى رغبة قيادتها في خلق “اقتصاد قائم على المعرفة” ولعب دور سلمي في “حل المشكلات الدولية”.
ولمدة 12 عاما، احتلت استعدادات كأس العالم معظم اهتمامات الدولة الخليجية، وقد أنفقت أكثر من 200 مليار دولار على البنية التحتية، وتصدت لموجة من الانتقادات.
اليوم، مع اكتمال المترو والطرق السريعة والفنادق وأبراج الشقق، تقلصت الاختناقات التي كانت تعيق السير على الطرق.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن تحدي ما بعد كأس العالم هو إقناع المستثمرين الأجانب بأن هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها 3 ملايين نسمة، يجب أن تكون وجهة استثمارية مفضلة.
وقد يكون من الحاسم لما يحدث بعد ذلك قدرة هذه الدولة، على التعامل مع العلاقات المتوترة في المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى مقولة لرئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بأن “كأس العالم هي بداية، وليست نهاية”.
وتمتد فترة الرياضة العالمية الكبرى القادمة في قطر حتى عام 2032، عندما ستستضيف دورة الألعاب الأولمبية الخاصة بالشباب.
وتطمح الدوحة لاستضافة الدورة الأولمبية الكبرى عام 2036. وتأمل في أن يسهم ذلك في زيادة التنوع والاقتصاد المعرفي في البلاد وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية.
وتعتبر قطر واحدة من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم ومن أغنى الدول من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد، وبالتالي تتمتع بإمكانيات مالية ضخمة لتحقيق طموحاتها.
وتوقع مقال الفايننشال تايمز أن يتم توجيه غالبية الفائض المالي إلى صندوق البلد السيادي الذي يقدر رأس ماله بنحو 450 مليار دولار.
واشتهر الصندوق خلال وبعد الأزمة المالية العالمية عام 2008، عندما ضخ مليارات الدولارات في شركات غربية مثل بنكي كريديت سويس وباركليز.
واستثمر الصندوق في متاجر سينسبري العالمية واشترى أصولا مرموقة مثل هارودز البريطاني الشهير.
ولفت الصحيفة البريطانية إلى أن جهاز قطر للاستثمار يعمل على تعزيز موارده لإدارة الازدهار المالي المتوقع.
وزاد الجهاز عدد موظفيه من حوالي 350 قبل خمس سنوات إلى أكثر من 500، وهو يخطط لزيادة عددهم بمقدار 200 آخرين بحلول عام 2025، وفق الصحيفة.
View this post on Instagram
جذب الشركات الأجنبية
محليًا، تحدث رئيس الوزراء عن الاستفادة من الإمكانات المالية للدوحة والبنية التحتية الجديدة لتطوير مجالات متخصصة في قطاعات مثل الرعاية الصحية والطاقة المتجددة واللوجستيات والتعليم.
وتعمل قطر على جذب الشركات الأجنبية بوعود بالاستثمار جنبا إلى جنب معها، بحسب الصحيفة.
وتجري الدوحة بالفعل محادثات مع فولكسفاجن، التي تمتلك الهيئة القطرية للاستثمار حصة كبيرة فيها، لصنع تقنيات جديدة، وفقا لما نقلته “فايننشال تايمز” عن مسؤولين محليين.
وعلى مدى العقود القليلة الماضية، استثمرت قطر بشكل كبير في التعليم والثقافة، وتخطط لإنشاء مركز مالي مرموق.
ووصفت الصحيفة سمو الأمير الشيخ تميم بأنه واحد من القلائل الذين يدركون مخاطر الاضطرابات الإقليمية، مذ تولى العرش عام 2013.
وأضافت الفايننشال تايمز: “تستند القطر في معظم سياستها الخارجية إلى سياسة ابقِ أصدقاءك قريبين وأعداءك بعيدين”.
وتسعى الدوحة -وفق الصحيفة- للحفاظ على علاقات صداقة قوية مع الدول المحيطة والعالم العربي والغربي، وتعتبر نفسها وسيطا محايدا وتحاول الحفاظ على توازنها في العلاقات الإقليمية.
أضف تعليقا