يقول خبراء إن منتدى قطر الاقتصادي الذي تنظمه الدوحة بالتعاون مع مؤسسة بلومبرغ الإعلامية الأمريكية، أثبت فعالية كبيرة على المستوى العالمي، وأشاروا إلى النسخة الحالية من المنتدى تمثل أهمية كبيرة بالنظر إلى المواضيع المهمة التي تناقشها.

وكان أمير البلاد سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قد افتتح يوم الثلاثاء، فعاليات النسخة الثالثة من المنتدى والتي تمتد حتى الخميس المقبل، بمشاركة قادة دول ومسؤولين وخبراء ومؤثرين عالميين.

ويوفر المنتدى منصة حوارية للقادة والخبراء وصناع القرار في عدد من دول العالم بحثا عن حلول لأبرز المشكلات الاقتصادية، عبر جلسات نقاشية وحوارية متنوعة.

ويشارك من المنتدى هذا العام أكثر من 32 وفدا رسميا من دول العالم وألفي مشارك من داخل البلاد وخارجها، وفق رئيس اللجنة التنفيذية للمنتدى الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني.

وفي مؤتمر صحفي يوم الاثنين الماضي، أكد الشيخ علي بن عبد الله، أن المنتدى “شهد تطورا كبيرا وبات منصة عالمية لمناقشة أبرز القضايا الاقتصادية”.

وأكد المسؤول القطري أن النسخة الحالية أكثر تطورا من سابقتيها بسبب تنوع الموضوعات المطروحة للنقاش وأهميتها وزيادة الطلب على الحضور والمشاركة الواسعة من القطاعين العام والخاص من كافة دول العالم.

الغاز على رأس أولويات العالم رغم مشاريع الطاقة المتجددة

تشخيص الواقع واستشراف المستقبل

يعقد منتدى قطر الاقتصادي الثالث تحت عنوان “قصة جديدة للنمو العالمي”، ومن المقرر أن يركز على أحدث التوجهات في مجالات التمويل والطاقة والرعاية الصحية والتكنولوجيا ودورها في دفع عجلة النمو المستقبلي.

ويشمل المنتدى سلسلة مقابلات وجلسات نقاشية وورش عمل تفاعلية لتبادل الأفكار ووجهات النظر بين الخبراء والأصوات الناشئة من مختلف الدول؛ بغية تحديد أحدث الاتجاهات الاقتصادية.

وعبر نخبة من قادة الأعمال والمؤثرين والأكاديميين ورؤساء الحكومات، يحاول المنتدى تشخيص واقع الاقتصاد العالمي واستشراف مستقبله من خلال تسليط الضوء على التحديات التي تواجهه وتؤثر عليه وعلى المجتمعات عموما.

وسيركز المشاركون على الابتكارات اللازمة لدفع عجلة النمو إلى الأمام، وسيبحثون مشكلات الطاقة والتكنولوجيا والتجارة والاضطرابات الجيوسياسية التي تعرقل أداء الاقتصاد العالمي.

وعلى مدار 3 أيام، يشهد المنتدى، 9 جلسات متنوعة لمناقشة قضايا عديدة بما في ذلك انتقال الطاقة، الأمن، وضع التكنولوجيا الناشئة لتحقيق أقصى قدر من الابتكار، الأسواق الناشئة، تمويل المناخ، مواجهة العوائق التي تعرقل النمو الأخضر، إعادة توجيه إستراتيجيات وأنظمة التجارة، ومستقبل القوى العاملة في الصناعة.

قطاع إعادة التدوير سريع النمو يعزز الاقتصاد في قطر

قضايا مهمة للنقاش

وستكون مواضيع التضخم والاستثمار في الأسواق الناشئة وتحول الطاقة والتجارة والرياضة والترابط الاقتصادي في منطقة الخليج، من أهم المواضيع التي تناقشها نسخة العام الجاري من المنتدى، حسب ما أعلنه رئيس اللجنة التنفيذية.

ومن بين أهداف المنتدى أيضا، تأسيس منصة حوار بين دول الغرب وقارة آسيا، وإجراء مناقشات خاصة وعامة، والتركيز على الجانب التجاري في الرياضة بعد النجاح اللافت الذي حققته الدوحة في تنظيم بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم.

وتم تخصيص جلستي عمل يشارك فيهما أصحاب أندية عالمية وشركات رياضية مساهمة ولاعبون سابقون في ألعاب مختلفة وليس كرة القدم فقط.

أهمية منتدى قطر الاقتصادي الثالث

الخبير المالي ومحلل الأسواق أحمد عقل يرى أن المنتدى حقق نجاحات كبيرة ومهمة بسبب الاحترام الكبير الذي باتت قطر تحظى به عالميا وخصوصا في مجالي المال والأعمال، وهو ما يؤكده الحضور الكبير للقادة والخبراء العالميين في النسخة الحالية من المنتدى.

وفي تصريح لـ”مشيرب”، قال عقل إن أهم ما في النسخة الحالية هو إيجاد مساحة حوار واسعة بين القادة والخبراء والمؤثرين من أجل تبادل الخبرات والاستفادة من الطفرات التكنولوجية لمواجهة تحديات الصحة والاقتصاد والطاقة، لاسيما في ظل المكانة المتقدمة التي تحتلها قطر عالميا فيما يتعلق بالغاز الطبيعي المسال.

ويمثل التركيز على مواضيع من قبيل تحويل الرياضة إلى اقتصاد رقمي، ومستقبل الأسواق الناشئة والاستثمار الأجنبي المباشر بالاقتصاديات العالمية، خطوة على فتح أبواب جديدة أمام المستثمرين العالميين، بحسب عقل.

كما يمثل المنتدى -وفق المتحدث- فرصة مهمة للبحث عن حلول تمويلة في ظل أزمة التمويل التي باتت حديث العالم كله بعد عجز العديد من الشركات عن سداد ديونها ومعاناة البنوك بسبب تزايد نسب الفائدة.

وسيكون موضوع التكنولوجيا أيضا حاضرا بقوة على طاولة النقاش خصوصا في ظل ظهور ما يعرف بـ”التكنولوجيا التمويلة”، وفق المتحدث.

إلى جانب ذلك، يضيف عقل، فإن المنتدى ومن خلال الحضور القوي هذا العام يمكنه إيجاد رؤية جديدة للتعامل مع قطاع الرعاية الصحية والذي أثبتت جائحة كوفيد-19 تأثيره القوي على الاقتصاد العالمي.

فوائد لقطر وللعالم

يعتقد الخبير المالي أن وجود هذا العدد الكبير من صانعي القرار والخبراء لبحث هذه الأزمات العالمية قد يوفر الوقت والجهد على العديد من الدول من خلال تقديم خلاصات وتصورات علمية وصادرة عن تجارب معتبرة لحل بعض الأزمات.

كما إن شعار النسخة الحالية يؤكد عزم المنتدى البحث عن تحسين الظروف الاقتصادية والمالية في أنحاء العالم وهو ما يجعل الفعالية محل اهتمام عالمي.

وعن فوائد المنتدى بالنسبة لقطر، يقول عقل إنه “سيعزز مكانتها كقوة اقتصادية وشريك تجاري موثوق، وسيمهد الطريق لمزيد من الاتقافيات الاقتصادية وغير الاقتصادية”.

وخلص المتحدث إلى أن المنتدى “لا يهدف لتقديم حلول وقتية للمشكلات العالمية وإنما لتقديم حلول عملية وقابلة للتنفيذ على المديين المتوسط والبعيد، وهذا الأمر يمثل مكسبا كبيرا للعلم وللعالم”.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *