أعلنت وزارة البيئة والتغير المناخي، بالتعاون مع جامعة حمد بن خليفة والخطوط الجوية القطرية والهيئة العامة للطيران المدني، عن إطلاق خمسة مشاريع بحثية جديدة في مجال وقود الطيران المستدام.
جاء ذلك خلال ندوة علمية نظمتها الوزارة تحت عنوان: “وقود الطيران المستدام.. ابتكار علمي واستدامة بيئية”.
تعزيز الابتكار لمواجهة التحديات
وأكد وكيل الوزارة المساعد لشؤون التغير المناخي المهندس أحمد محمد السادة ، أن الوزارة تولي أهمية كبيرة لدعم البحث العلمي والابتكار باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لمواجهة التحديات البيئية.
وأشار إلى أن عرض المشاريع البحثية الخمسة يمثل ثمرة تعاون وطني يجمع بين الخبرة الأكاديمية والدور التنظيمي والقدرات التشغيلية، في خطوة تسهم في ابتكار حلول لخفض الانبعاثات الكربونية وتعزيز ريادة قطر في هذا القطاع الحيوي.
وأوضح السادة أن دولة قطر تعتمد سياسات واستراتيجيات واضحة لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة، لافتا إلى أن دعم مشاريع الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات يأتي ضمن أولويات استراتيجية الوزارة 2024-2030 والتزام الدولة بتوجيهات منظمة الطيران المدني الدولي “إيكاو” ومعايير نظام “كورسيا”.
كما أكد أن التحديات البيئية المعاصرة تتطلب دعم شراكة الحكومة مع القطاع الخاص ومراكز الأبحاث العلمية والجامعات لتحويل الأفكار الجديدة إلى حلول قابلة للتطبيق
وأشار إلى أن الندوة تعد منصة لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات وتعزيز مكانة الدولة في مجال الابتكار البيئي والاستدامة.
خطة متكاملة للحد من الانبعاثات
من جانبه أكد المستشار البيئي والهندسي بالوزارة الدكتور محمد سيف الكواري، أن تطوير وقود الطيران المستدام يشكل عنصرا محوريا في جهود خفض الانبعاثات، موضحا أن الدراسات تشير إلى إمكانية تقليل ما يصل إلى 80% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عند استخدام هذا النوع من الوقود مقارنة بالوقود التقليدي.
وأشاد بأهمية التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص والمؤسسات الأكاديمية لدفع عجلة الابتكار وتحقيق تقدم ملموس نحو صناعة طيران أكثر استدامة.
دعم تنظيمي
وأكد المكلف بتسيير أعمال الهيئة العامة للطيران المدني محمد بن فالح الهاجري، أن مشاركة الهيئة في هذه الندوة تأتي ضمن التعاون الوثيق مع الشركاء الوطنيين، مشيرا إلى أن قطاع الطيران العالمي يشهد تحولا متسارعا نحو خفض الانبعاثات، ما يستلزم جهودا مشتركة لتطوير حلول قابلة للتطبيق.
وأشار الهاجري إلى أن الخطوط الجوية القطرية تعد شريكا رئيسا في تجريب الحلول المستدامة والتقنيات الجديدة الخاصة بالوقود النظيف ضمن عملياتها التشغيلية، مؤكدا أن التعاون المستمر مع الجامعات والمؤسسات البحثية يسهم في بناء القدرات ودعم البنية التحتية اللازمة لدمج الوقود منخفض الكربون ووقود الطيران المستدام مستقبلا.
كما أكد دعم الهيئة لوضع إطار دولي واضح تحت مظلة “إيكاو” يضمن معايير شفافة تشجع البحث العلمي والاستثمار في هذا المجال الحيوي.
مشاريع بحثية
وتغطي المشاريع البحثية الخمسة مجالات متعددة، تشمل تطوير تقنيات إنتاج وقود الطيران المستدام من مصادر محلية، ودراسة الأثر البيئي والاقتصادي لاستخدامه على المدى الطويل، إضافة إلى بحث آليات دمج هذا الوقود ضمن البنية التحتية للطيران المدني في الدولة.
ومن المتوقع أن تشكل نتائج هذه المشاريع قاعدة علمية راسخة تدعم صناع القرار، وتساهم في تعزيز مكانة دولة قطر في مسار التحول نحو صناعة طيران منخفضة الانبعاثات.
نموذج وطني للتعاون
وتجسد هذه المبادرة نموذجا وطنيا للتعاون بين الوزارة وشركائها، بما يدعم توجهات الدولة نحو اقتصاد منخفض الكربون ويعزز دورها الريادي في مجال الابتكار البيئي على المستويين الإقليمي والدولي.

