سلطت وزارة البيئة والتغيّر المناخي الضوء على كهف “دحل المسفر”، أحد أبرز المعالم الجيولوجية التي تنوع الطبيعة الصحراوية في المنطقة، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للسياحة، الذي يوافق السابع والعشرين من سبتمبر في كل عام.
ويشكّل هذا الكهف العميق وجهة فريدة لمحبي الاستكشاف، ويجسّد أهمية السياحة البيئية في الحفاظ على التراث الطبيعي وتعزيز الوعي الجغرافي.
وقالت الوزارة إنه وبمناسبة يوم السياحة العالمي، تبرز دولة قطر اهتمامها المتزايد بالسياحة كقوة دافعة نحو التغيير الإيجابي، تحت شعار “السياحة والتحول المستدام”.
وأوضحت أنها حرصت على تطوير وجهات سياحية متميزة تعكس تنوعها الطبيعي والثقافي، لتصبح محطة واعدة للمستكشفين والمهتمين بالسياحة البيئية، مبينة أنه من أبرز هذه الوجهات يأتي “دخل المسفر”.
دحل المسفر
- يقع الكهف غرب مدينة الدوحة، في منطقة روضة راشد، ويبعد حوالي 50 دقيقة عن وسط العاصمة
- يعتبر أكبر وأعمق كهف في الدولة حيث يبلغ عمقه 40 مترا.
- يعتقد أنه تشكل منذ 325000 إلى 500000 سنة خلال العصر البليستوسيني الأوسط.
ويعدّ “دحل المسفر” وجهة مثالية لمحبي الطبيعة والمغامرة، وموقع جيولوجي نادر يعكس جمال الأرض وتاريخها، كما يعكس تجربة بيئية مستدامة ضمن رؤية قطر الوطنية.
ووجهت الوزارة مجموعة من النصائح لمن يرغبون بزيارة الموقع، جاء فيها:
- استخدم مركبة دفع رباعي للوصول.
- ارتد أحذية وملابس مناسبة.
- يفضل الزيارة نهارا لتجنب برودة الكهف.
مواقع تراثية سياحية
وبالإضافة إلى “دحل المسفر” تضم الدولة مجموعة كبيرة من المواقع الأثرية والتراثية، ومن أبرز هذه المواقع:
موقع الزبارة الأثري
تعتبر الزبارة أكبر المواقع الأثرية والتراثية في قطر. وقد تم اختيارها في عام 2013 ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وهي أفضل الأمثلة الباقية من المدن الخليجية التي كانت تعتمد على التجارة والغوص على اللؤلؤ خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
وعلى عكس المدن التي كانت قائمة في ذلك الوقت، استطاعت الزبارة الحفاظ على شكلها ومعالمها التقليدية رغم التطور الواسع الذي تشهده البلاد والمنطقة.
تقع الزبارة على بعد 100 كم تقريبا إلى الشمال الغربي من الدوحة، ويمتد الموقع على مسافة 2.5 كم من قلعة الزبارة إلى ساحل البحر.
تأسست هذه المدينة في أواسط القرن الثامن عشر، وتطورت لتصبح أكبر وأهم مدن البلاد. وقد أثار التطور الذي شهدته الزبارة أطماع القوى الخليجية الأخرى، فتعرضت نتيجة لذلك لهجمات عدة، وفي عام 1811 أحرقت بالكامل. وخلال العقود الأولى من القرن العشرين هجرت هذه المدينة.
يغطي موقع الزبارة الأثري اليوم مساحة تبلغ ستين هكتارا، وتضم هذه المساحة بقايا بيوت ومساجد، ومدابس، ومبانٍ كبيرة محصنة، وأسواقا تجارية.
القصر القديم في متحف قطر الوطني
بُني القصر القديم في أوائل القرن العشرين بأمر من الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني، الذي يعتبر اليوم مؤسسا لدولة قطر الحديثة. استخدم هذا القصر مقرا للأسرة الحاكمة والحكومة لمدة تزيد على عقد من الزمان.
في عام 1975 تحول القصر إلى متحف قطر الوطني، الذي أصبح يضم متحفا للدولة وبحيرة وحوض أسماك. وفي عام 1980 نال المبنى جائزة آغا خان للعمارة.
تم ترميم القصر القديم ليكون القلب النابض لمتحف قطر الوطني الجديد، الذي صممه المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل. وقد ساهمت عملية الترميم في وضع معايير جديدة في التعامل مع المباني التاريخية وفي الحفظ المعماري في قطر والمنطقة.
موقع الجساسية للنقوش الصخرية
تنتشر المنحوتات والنقوش الصخرية في حوالي 12 موقعا على طول سواحل البلاد. لكن العدد الأكبر من هذه المنحوتات موجود في الجساسية، التي تبعد حوالي 60 كم إلى الشمال من الدوحة، ويحتوي هذا الموقع على سلسلة من نتوءات الحجر الجيري المنخفضة.
اكتشف موقع الجساسية الأثري عام 1957، وأجريت عليه دراسات دقيقة في عام 1974، حيث وجد العلماء ما يقرب من 900 نقش صخري تمثل علامات وأشكالا مختلفة.
تتميز هذه النقوش الفريدة بشكلها وتصميمها المختلف مقارنة بالنقوش الصخرية الأخرى في منطقة الخليج العربي، وتمثل في غالبيتها علامات أكواب بتكوينات وأشكال مختلفة، وصفوفا وورودا ونجوما، وتصور بعض النقوش سفنا وحيوانات، ورموزا وعلامات غامضة.
ويعتقد أن علامات الأكواب استخدمت في ألعاب الطاولة القديمة، مثل لعبة المنقلة التي كانت تعرف في قطر باسم الحالوسة أو الحويلة. ويرى البعض أن أقدم المنحوتات الصخرية يعود للعصر الحجري الحديث، إلا أن الأدلة الحديثة ترجح أن عمرها لا يتعدى فترة المئاتين وخمسين سنة الماضية.
قلعة الركيات
كانت هذه المنطقة هي الأكثر اكتظاظا بالسكان في قطر في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر نظرا لقربها من البحر والبحرين، والتي كانت مركزا تجاريا إقليميا حينها.
لم يتم بعد تحديد التاريخ الدقيق لبناء قلعة الركيات، لكن الأدلة الأثرية تشير إلى أنها يمكن أن تعود إلى منتصف القرن الثامن عشر، عندما كانت الزبارة المجاورة في أوج ازدهارها.
يعني اسم الركيات “بئر” في اللغة العربية، ومن هنا يعتقد أن القلعة بنيت لحماية مصادر المياه في المنطقة. تحتوي هذه القلعة على ثلاثة أبراج مستطيلة وبرج مستدير، ونشاهد على الجوانب الثلاثة للفناء الواسع غرفا صغيرة بلا نوافذ، تفتح أبوابها على ضوء الفناء. ويقع المدخل الوحيد للقلعة على الجدار الجنوبي. خضعت القلعة لعملية ترميم جزئية عام 1988، ثم عملية ترميم كبيرة عام 2021.
موقع الرويضة الأثري
يمتد موقع الرويضة على ما يزيد على 2.5 كم على طول الساحل الشمالي الغربي لدولة قطر. وقد كانت هذه المنطقة مأهولة بالسكان من القرن السادس عشر وحتى القرن الثامن عشر تقريبا.
تضم البلدة قلعة كبيرة، ومسجدا، وحوضا لإصلاح السفن، ومخزنا يحتوي على مدابس (معاصر التمر).
في عام 2013 اكتشف العلماء الذين يعملون تحت إشراف متاحف قطر قطعة من العظم منحوتة على شكل المها يبلغ طولها حوالي 5 سم، وعلى ظهرها رباط يشير إلى أنها استخدمت كدبوس للزينة أو كقطعة أثاث. وتشير التقديرات إلى أن عملية النحت تمت منذ حوالي 300 عام. ويعتبر حيوان المها اليوم من الأنواع المحمية في قطر.
أبراج برزان
يقع برجا برزان في قرية أم صلال محمد على بعد 20 كم إلى الشمال من مدينة الدوحة. وقد تأسست هذه القرية على يد الشيخ محمد بن جاسم آل ثاني في عام 1910. ومن المحتمل أنه كان هناك أبراج أخرى في هذا الموقع خلال القرن الـ19.
بني برج برزان الغربي بأمر من الشيخ محمد بن جاسم بين عامي 1910 و1916، ليشكل جزءا من سور واسع يحيط بالقرية وبساتينها، وتعني كلمة برزان “مرتفع”. وما يزال جزء من هذا السور قائما في إحدى الحدائق بجوار مسجد صغير. في عام 1958 أضيف البرج الشرقي، الذي اعتمد في تصميمه على البرج الغربي، ويبلغ ارتفاع كل منهما 14 مترا.
يتألف البرج الغربي من ثلاثة مستويات، ويتميز بشكله الذي يشبه حرف T بالإنجليزية، مما يجعله طرازا معماريّا فريدا من نوعه في منطقة الخليج. أما البرج الشرقي فيمثل بشكله المستطيل نموذجا للأبراج القطرية.
تشير الروايات الشفهية المحلية إلى أن برج برزان استخدم لمراقبة سفن الغوص القادمة، ولكن هذا الأمر مستبعد، لأن البرج يبعد عن الشاطئ أكثر من 10 كم. والأرجح أنه كان يستخدم لمراقبة المنطقة المجاورة، وحماية الآبار والمزروعات. تم ترميم البرجين في عام 2014 مع مدرسة لتحفيظ القرآن ومسجد، وهما الآن داخل حديقة تعيش فيها النباتات المحلية.
قلعة ومسجد زكريت
بنيت قلعة زكريت في الأصل لأغراض دفاعية، وقد بنيت بالكامل من أحجار الفروش (صخور الشاطئ) في عهد الشيخ القبلي رحمة بن جابر الجلاهمة.
أما تصميم القلعة، فجاء على شكل مستطيل، ثم أضيفت الأبراج إلى زواياه الأربع في مرحلة لاحقة لتوفير مزيد من الدعم والثبات للأسوار. كما اكتشف علماء الآثار هياكل صغيرة، من بينها ثلاث مدابس (غرف لعصر التمر)، في المنطقة الواقعة بين القلعة والبحر.
يضم مسجد زكريت فناء تعلو كلاً من جداره الشمالي والجنوبي مئذنة أسطوانية، وتعلو كل مئذنة منهما قبة مثبتة على ستة أعمدة. وتتصل قاعة الصلاة المفتوحة بالفناء الخارجي عبر سبع بوابات. أما النافورة فقد أضيفت في وقت حديث نسبيا.
وخلال عمليات التجديد والترميم الأخيرة، أزيلت جميع الإضافات من أجل إعادة المسجد إلى تصميمه الأصلي. كما استخدمت خلال ذلك مواد البناء التقليدية في صيانة الأسقف والجدران، وإعادة بناء البوابات الأصلية.
وعلى مسافة قريبة من القلعة والمسجد، يقع العمل الفني العام شرق – غرب/غرب – شرق للفنان العالمي ريتشارد سيرا، والذي يعد موقعا بارزا يستحق الزيارة.
قصر فهد بن علي
بُني قصر فهد بن علي عام 1953، بجوار الديوان الأميري في شارع الريان. تمتدّ مساحة القصر على 3700 متر مربع، مع مبانِ تغطّي حوالي 1900 متر مربع من هذه المساحة. تضم مساحات القصر مقبرة تاريخية في الفناء، بالإضافة إلى مستودعين بُنيا لاستضافة معرض للعملات المعدنية خلال دورة الألعاب الآسيوية 2006. كما سيُخصص القصر مستقبلا ليكون موقعا دائما لعرض مجموعة الآثار والتراث.
المنحدرات الصخرية البيضاء في رأس بروق
تؤوي رأس بروق وهي شبه جزيرة تقع على الساحل الغربي لدولة قطر، بقايا استقرار بشري يعود إلى عصور ما قبل التاريخ. ولم تكن هذه المنطقة مكان سكن دائم، إلا أنها كانت تسكنها في السابق قبائل شبه بدوية.
وقد اكتشفت هنا حتى الآن مواقع أثرية عديدة من عصور ما قبل التاريخ كانت تحتضن أمثلة عن أدوات مصنوعة من حجر الصوان استُخْدِمت للصيد. وتمكن البيئة البدائية لشبه الجزيرة الباحثين من تكثيف أبحاثهم على هذه الحقبة بالذات من تاريخ دولة قطر.
ويجعل مشهد المنحدرات البيضاء الاستثنائي من المكان منطقة مميزة، كما أن شكل ولون المشهد الناتج عن تعرية الطبقات الجيرية الهشة، والرياح التي نحتت المنحدرات البيضاء والأشكال الجيولوجية العجيبة، كتلال على شكل فطر، كلها عناصر تجعل المنطقة فريدة ومتميزة في قطر. إلى جانب جماليتها الجيولوجية، توفر هذه التكوينات الصخرية الأيقونية تجربة حقيقية لمشهد ما قبل التاريخ.
جزيرة بن غنام
تقع جزيرة بن غنام على الساحل الشرقي لقطر في موقع محمي داخل خليج خور الشقيق. وبالرغم من أنها ربما لم تكن مسكونة بشكل دائم، إلا أنها كانت مكانا مقصودا لأسباب معينة في أوقات مختلفة. حيث كانت مكانا للعبور، ومخيما مؤقتا للتجارة مع البحرين استخدمه الصيادون أو غواصو اللؤلؤ في بداية الألفية الثانية قبل الميلاد. وفي وقت لاحق،كانت الجزيرة موقعا لإنتاج الصبغ الأحمر الأرجواني من الأصداف البحرية خلال الحقبة الكاشية، ثم كانت مخيما لرحلات صيد اللؤلؤ خلال الحقبة الساسانية، ومركزا للصيد في أواخر الحقبة الإسلامية.
تتميز مرحلة الاستيطان الأكثر إثارة للاهتمام بإنتاج الصبغ الذي كان يرتبط بحكم الكاشيين في منطقة الخليج. وقد كشفت الحفريات عن مجموعة من بقايا لما يقدر بنحو 2.9 مليون صدفة منفردة مجروشة لحلزونات بحرية، بالإضافة إلى وعاء كبير من الخزف ربما استخدم لنقع الرخويات المجروشة. وعادة ما ينتج هذا النوع من الصدفيات التي تعيش تحت الصخور في منطقة المد والجزر صبغا لونه أحمر إلى أحمر داكن.
تزخر الجزيرة بتراث طبيعي يجتذب الزوار يتضمن أشجار المنغروف التي تتحمل العيش في البحيرات المالحة الضحلة، والأسماك الصغيرة وسرطان البحر، وعددا كبيرا من الطيور المهاجرة، مثل طيور النحام والبلشون والتي تقصد الجزيرة خلال أشهر الشتاء.
موقع مروب الأثري
تقع مروب شمال غربي قطر، على بعد 10 كم من الساحل. وتعدُ أكبر مستوطنات العصور الإسلامية المبكرة في قطر.
يعود تاريخها إلى من الفترة الممتدة ما بين أواخر القرن الثامن إلى نهاية القرن التاسع، وتتكون من 220 حجرة، تشكل حوالي 45 منزلا، إضافة إلى قلعة، ومسجدين، ومقبرة. يمتد الهيكل على مسافة تزيد عن 1.5 كم من الشرق إلى الغرب، ويضم مساحات خضراء وآبار مياه.
كشفت الحفريات والدراسات الجارية منذ عام 1959 عن حركة تجارة دولية كثيفة في أوائل العصر العباسي. وقد استخدم التجار الخليج العربي للوصول إلى الصين عبر الهند وجنوب شرق آسيا. كما تُظهر القطع الخزفية والزجاجية والبرونزية شبكة تجارية مرتبطة بآسيا الوسطى عبر إيران والعراق.
قلعة مروب هي أقدم حصن إسلامي تم اكتشافه في قطر. تظهر جدران الأساسات المتداخلة بوضوح أنه تم إعادة بناء الهيكل وتقليل حجمه.
قلعة الثقب
تبعد قلعة الثقب حوالي 10 كم عن مدينة الزبارة. تشير الاكتشافات الأثرية إلى أن هذه القلعة تعود إلى القرن التاسع عشر، رغم أن الآثار المحيطة بها تدل على أنها قد تكون بنيت قبل ذلك الوقت. رممت قلعة الثقب خلال فترة الثمانينيات.
تعني كلمة “الثقب” المياه التي تبقى في قعر الوادي بعد هطول المطر. يوجد بالقرب من القلعة باتجاه الغرب بئر ماء عميقة، وربما تكون هذه القلعة قد شيدت لحمايتها. تتميز قلعة الثقب بشكلها المستطيل، وبوجود أربعة أبراج على الزوايا، ثلاثة منها دائرية وواحد مستطيل، وهي مبنية من كتل الحجر الجيري الخشنة وألواح صخور الشاطئ المسطحة (الفروش). وقد وفرت هذه القلعة ملاذا آمنا للسكان القريبين منها في أوقات الحروب، شأنها في ذلك شأن باقي القلاع الصحراوية.