أكد أستاذ الجيولوجيا بجامعة قطر سابقا الدكتور عبد العلي صادق، أن دولة قطر تقع خارج نطاق الأحزمة الزلزالية النشطة، مما يجعل احتمالات وقوع هزات أرضية داخلية ضعيفة للغاية.
وأوضح صادق أن التركيبة الجيولوجية المستقرة للدولة، وامتداد أرضها المنبسطة، يوفران حماية طبيعية ضد النشاط الزلزالي الشديد.
وبيّن أن الهزة التي شعر بها بعض السكان مؤخرا تعود إلى زلزال وقع في مياه الخليج العربي بالقرب من امتداد فالق جيولوجي نشط يتبع لإيران ويمتد تحت مياه الخليج.
وأضاف أن هذا النوع من الزلازل البحرية يعد ضمن النشاط المتوقع نظرا للطبيعة التكتونية النشطة للأراضي الإيرانية.
وأشار إلى أن المسطح المائي للخليج العربي يلعب دورا أساسيا في امتصاص الموجات الزلزالية وتخفيف قوتها قبل بلوغها السواحل القطرية، إذ تعمل المياه كوسيط يبدد جزءا كبيرا من طاقتها.
وأكد أن الهزة الأخيرة التي بلغت قوتها 5 درجات على مقياس ريختر تعد ضعيفة وغير قادرة على إحداث أي ضرر للبنية التحتية.
وأوضح الخبير الجيولوجي أن إيران تعد من أكثر مناطق العالم نشاطا زلزاليا لوقوعها فوق حزام تكتوني رئيسي، وهو ما يتسبب في تسجيل مئات الهزات سنويا.
في المقابل، تقع دول الخليج بما فيها قطر في نطاق جيولوجي مستقر لا يشهد نشاطا تكتونيا مؤثرا، كما تسهم طبيعة أراضيها المنبسطة في تقليل فرص حدوث الهزات المحلية.
تاريخ الزلازل في قطر
واستشهد الدكتور صادق بحادثة بارزة قبل نحو عشرين عاما، عندما شعر سكان قطر بزلزال قوي مصدره إيران بقوة قاربت 7.9 درجة، مما تسبب في اهتزاز المباني الشاهقة آنذاك.
وأكد أن تلك الحالة تبقى استثناء ناتجا عن زلزال شديد في منطقة نشطة، ولا يمكن مقارنتها بالهزة الأخيرة الضعيفة.
الهزات الارتدادية
وأضاف أن الهزات الارتدادية للزلازل القوية قد تحس في قطر أحيانا لكنها تصل ضعيفة للغاية، إذ تفقد جزءا كبيرا من طاقتها خلال انتقالها عبر المياه، ما يجعل تأثيرها شبه معدوم.
خطوط الزلازل ثابتة منذ ملايين السنين
وأكد أن المسارات الزلزالية ثابتة تاريخيا ولا تنتقل إلى مناطق جديدة، إذ تتحكم بها حركة الصفائح التكتونية الممتدة منذ ملايين السنين.
وأشار إلى أن بعض المعالم الجيولوجية في المنطقة، مثل الفوهات البركانية القديمة بالمدينة المنورة، خاملة تماما ولا تشكل أي مصدر قلق.
رصد لحظي وجاهزية عالية
وأشاد الدكتور صادق بجهود الشبكة القطرية للمعلومات الزلزالية التي تمتلك تقنيات متقدمة لرصد أي نشاط جيولوجي فور حدوثه، إضافة إلى التنسيق المستمر بين المختصين لضمان متابعة دقيقة للوضع الزلزالي. كما نوه بالتزام قطر بمعايير بناء عالية الجودة تدعم استقرار البيئة العمرانية.
واختتم الدكتور صادق بتطمين السكان بأن قطر تتمتع بوضع جيولوجي آمن تماما، وأن الهزة الأخيرة لا تشكل أي مصدر للخطر، مؤكدا أن البيانات الحالية لا تستدعي أي قلق، رغم أن علم الزلازل لا يتيح التنبؤ الدقيق بالهزات مسبقا.
المصدر: وكالات

