اختتمت يوم الاثنين فعاليات الدورة الخامسة والثلاثين لمهرجان الدوحة المسرحي والذي أقيم في الفترة من 16 وحتى 29 مايو الجاري تحت عنوان “خمسون عاما مسرح”.
واختتم المهرجان أعماله بالعرض المسرحي “نزيف العمر” الذي كتبه الدكتور حسن رشيد وأخرجه علي الشرشني، وقام بالتمثيل فيه حنان صادق، وعلي خلف.
ويعتبر مهرجان الدوحة المسرحي أحد المقومات الأساسية لتفعيل الحراك الثقافي في قطر، بحسب مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة مريم الحمادي.
وقالت الحماي في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، على هامش اليوم الختامي للمهرجان إن دولة قطر تشهد حراكا ثقافيا فعليا ما يستدعي وجود مثل هذه الأعمال المسرحية المتنوعة.
كما يتيح المهرجان -بحسب الحمادي- فرصة لتسليط الضوء على الإنتاج الثقافي القطري الكبير وتفعيل الحركة النقدية بما يسهم في تنمية الحركة المسرحية في البلاد.
وأشادت الحمادي بالمهرجان والزخم الذي أحدثه خلال الأيام الماضية وبالحضور الجماهيري الكبير الذي اعتبرته مؤئرا على نجاح المهرجان.
وتناولت مسرحية الختام “نزيف العمر” ارهاصات ومخلفات الحروب على الحالات النفسية والاجتماعية؛ وتجسد هذا التأثير في علاقة زوجة وزوج بعد الحرب والأسر والغياب، حيث يحمل العمل بين طياته أبعادا أكبر حول مفهوم الوطن كمصدر للحب والسلام والأمان.
وخلال الندوة التي أعقبت المسرحية قالت الكاتبة والمخرجة اللبنانية روان حلاوي، إن المسرحية تدعو بوضوح إلى نبذ الحروب، وإشاعة السلام، وفيها دعوة لاستخدام لغة الحوار، لتكون بديلا عن النزاعات والحروب، حتى لو كانت حربا مشروعة.
وأضافت حلاوي أن مخرج العمل نجح في إخراج النص وأبدع فيه، كما أبدع فريق العمل والممثلون جميعا، وبذلوا مجهودا لافتا، تاركين للمتلقي الكثير من التكهنات، حول المكان الذي ظهر على المسرح.
وأشادت الكاتبة اللبنانية بسينوغرافيا العرض للمخرج المسرحي فهد الباكر، لكنها قالت إن الديكور المستخدم “لم يكن مناسبا لحجم المسرح”، وشددت على “أهمية تقنية الصمت في بعض الأحيان بدلا من استخدام المؤثرات الموسيقية”.
وأعربت حلاوي عن أملها في تظل الحركة المسرحية القطرية نشطة طوال السنة.
وكرم المهرجان في نسخته الأخيرة الفنانين المسرحيين القطريين: محمد بوجسوم، غازي حسين، وحمد عبد الرضا. ولك تقديرا لمسيرتهم الفنية الكبيرة والرائدة في عالم المسرح،
كما تم تكريم أعضاء الفرق المسرحية الأهلية، وهم: الناقد والكاتب الدكتور حسن رشيد والفنان سعد بخيت (فرقة قطر المسرحية)، والفنان راشد شبيب والفنان والمخرج علي الخلف (فرقة الدوحة)، والفنانا يوسف سلطان وسعدي الشمري (فرقة الوطن).
وتضمن المهرجان 13 عرضا مسرحيا متنوعا قدمتها فرق ومؤسسات وهواة وجامعات وجاليات.
وفقدمت الفرق المسرحية القطرية ثلاثة عروض هي “جيل رابع” لفرقة قطر، و”وادي المجادير” لفرقة الدوحة، و”جزء من النص مسروق” لفرقة الوطن.
وقدمت الشركات مسرحيات “هروب، المغيسل، ماسح الأحذية، عود الحنا، نزيف العمر”، بالإضافة إلى عروض الجامعات وهي “رحلة إلى الغد” لجامعة قطر، و”السلطان الحائر” لجامعة لوسيل.
وفتح المهرجان لأول مرة هذا العام الباب أمام المقيمين في دولة قطر من الجاليات العربية ليقدموا أعمالهم المسرحية، حيث شهد عرض “سيزوي بانزي مات” للجالية السودانية و”الطاهش” للجالية اليمنية.
واحتضن مسرح الهواة الذين يصعدون على الخشبة للمرة الأولى في العرض المسرحي “الحدث والكائن.
وتم تدشين كتابين على هامش المهرجان هما كتاب مسيرة المسرح في قطر.. اليوبيل الذهبي “للكاتب زهير رضوان غزال، وكتاب “المسرح والبحر.. قراءة في أعمال عبد الرحمن المناعي للكاتب والناقد المسرحي الراحل سباعي السيد.