أصدرت دار “روزا” للنشر والتوزيع كتاب جديد يحمل عنوان “قطري على ضفاف السين بين الاندماج والتكيف”، من تأليف مندوب دولة قطر الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الدكتور ناصر بن حمد الحنزاب.
ويروي الدكتور الحنزاب في الكتاب الجديد تجربة شخصية طويلة في قلب المجتمع الفرنسي، ضمن إطار سردي يندرج تحت أدب السيرة الذاتية.
ويستعرض الكتاب مسيرة امتدت لأكثر من عقدين، عاشها المؤلف في فرنسا منذ أن ابتعث إليها في سن التاسعة عشرة، قادما من بيئة قطرية محافظة، ليخوض تجربة غنية بالتحديات على المستوى اللغوي والثقافي والاجتماعي والأكاديمي، في بلد يعرف بتعدديته الفكرية ونظامه العلماني الصارم.
ومن خلال هذه الرحلة، يقدم المؤلف قراءة معمقة لمجتمع غربي متنوع، يحاول من خلاله الشاب القطري فهم تفاصيله، والتفاعل معه دون التخلي عن جذوره وهويته.
رحلة بين ضفتي الثقافات والتحديات اللغوية والأكاديمية والاجتماعية في فرنسا.
📖🌍 قطري على ضفاف السين “بين الاندماج والتكيّف” ✍️ ناصر بن حمد الحنزاب
يأخذك الكاتب في مغامرة فكرية تمتد على مدار 21 عامًا، من خلال عيون شاب ترك وطنه في سن التاسعة عشر ليكتشف ليس فقط مجتمعًا مختلفًا، بل… pic.twitter.com/B7xz2Ot38U— Darroza (@dar_roza) April 13, 2025
ترسيخ مفهوم التكيّف
ويسعى الحنزاب في كتابه إلى ترسيخ مفهوم “التكيف” كخيار حضاري للتعايش في بيئات ثقافية مختلفة، في مقابل “الاندماج” الذي قد يفقد الإنسان ملامح هويته الأصلية.
ويؤكد أن التكيف يمثل استراتيجية واعية تتيح للفرد الاحتفاظ بخصوصيته الثقافية والدينية، مع القدرة على التفاعل الإيجابي والانفتاح المعرفي على الآخر.
كما يؤكد المؤلف أن تجربة الابتعاث يجب أن تتجاوز حدود التحصيل الأكاديمي لتتحول إلى أداة فاعلة في بناء جيل قادر على تمثيل ثقافته الوطنية، والتواصل الحضاري مع شعوب العالم على أساس من الاحترام والتفاهم المشترك.
ويوظف الحنزاب تجربته الشخصية كمنصة لطرح قضايا أعمق ترتبط بالهوية والانتماء في زمن العولمة.
تجربة واقعية
وأوضح أن الكتاب يهدف إلى تقديم صورة واقعية عن تجربة الاغتراب، من خلال التفاعل اليومي مع مجتمع مختلف ثقافيا وحضاريا، دون أن يفقد الإنسان جذوره، بل مستندا إلى التكيف كمنهجية أكثر توازنا واستدامة في التعامل مع الآخر.
وأضاف أن الكتاب الذي سيتم تدشينه في معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والثلاثين والتي يقام في الفترة من 8 إلى 17 مايو المقبل، يقدم لكل مهتم بالشأن الفرنسي من النواحي التاريخية والقانونية والاجتماعية والثقافية معلومات في فرنسا، من خلال تجربة حقيقة مليئة بالتحديات والصعاب.
ويبرز الكتاب أيضا ملامح المجتمع القطري، من خلال استعراض عاداته وتقاليده وقيمه، بأسلوب روائي يهدف إلى تقديم صورة حقيقية وشاملة لقطر أمام القارئ الفرنسي، سواء كانوا إعلاميين أو باحثين أو مستشرقين، ما يجعله جسرا ثقافيا بين الشرق والغرب.
ومن المقرر أن تتم ترجمة الكتاب إلى اللغة الفرنسية ونشره لاحقا في فرنسا، في خطوة تهدف إلى توسيع دائرة التفاعل الثقافي، وتعزيز الفهم المتبادل بين المجتمعين القطري والفرنسي، من خلال تجربة إنسانية صادقة تقدم بلغة الأدب وسرد الواقع.