تواجه الشيف الأردنية ياسمين ناصر هجوما عنيفا من وسائل الإعلام الإسرائيلية، بسبب دعمها ومناصرتها للمواطنين الفلسطينيين الذين يتعرضون للإبادة والتجويع بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر لعام 2023.
وتحولت وصفات ناصر التي تقدمها للمجّوعين في قطاع غزة إلى “محتوى معادٍ” بتوصيف وسائل الإعلام العبرية، معتبرين أن ما تقدمه الشيف الأردنية “جزء من حملة إعلامية ضد إسرائيل”.
وركزت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية على الوصفات البسيطة التي تقدمها الشيف ياسمين للذين لا يجدون ما يسدون به جوع أطفالهم، محاولين تشويهها.
وزعمت الصحيفة أن ما تقوم به الشيف الأردنية ياسمين ناصر “دعوة لمقاطعة إسرائيل، وتحريض على مناهضة الاحتلال”.
وشملت الوصفات التي قدمتها ناصر طرقا لتحضير أطعمة مغذية باستخدام المكونات المتوفرة في قطاع غزة، مثل القهوة المصنوعة من الحمص، واستخدام الأرز بديلا للبطاطا، وصنع كعكة التمر بدون بيض أو سكر.
رد الشيف ياسمين ناصر
وفي ردها على هذه المزاعم والادعاءات، أكدت الشيف الأردنية، أن هذه الهجمات لا تعبر عن الحقيقة، وقالت: “إسرائيل لا تكتفي بالاحتلال، بل تحاول أيضا فرض سيطرتها على المطبخ الفلسطيني وسرقته”.
وأضافت في مقابلة مصورة، أنها تؤمن بأن هدفها هو دعم سكان غزة وتقديم وصفات تساعدهم على التأقلم مع الحصار، مؤكدة أنها ستستمر في نشر الفيديوهات التي تروج لهذه الوصفات، معتبرة أن هذا النهج جزء من رسالتها في دعم القضية الفلسطينية.
كما أشارت ياسمين إلى أن الهجوم الذي تتعرض له يأتي في وقت حساس، حيث تحاول إسرائيل إسكات أي صوت يدعم فلسطين، ولفتت إلى أن محاولات إغلاق حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي تأتي في إطار السعي لإخماد أي دعم إنساني أو ثقافي يتوجه نحو غزة والفلسطينيين في مناطق أخرى.
وأكدت ناصر أن الهدف من وصفاتها ليس مجرد تقديم طعام، بل هو محاولة لتحفيز الشباب العربي على الوقوف مع القضية الفلسطينية والتفاعل معها بطرق مبتكرة.
وأوضحت أن كل وصفة تقوم بنشرها هي جزء من جهودها لإيصال صورة الحقيقة للعالم حول معاناة الفلسطينيين في غزة.
دعم واسع
وخلال الساعات الماضية، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تضامنا واسعا مع الشيف ياسمين عقب الهجوم والتحريض الذي شنّه الإعلام العبري ضدها.
وعبر النشطاء عن تضامنهم مع الشيف الأردنية، مؤكدين أن ما تقوم به هو عمل “إنساني خالص”، ويجب أن تكون قدوة لجميع المؤثرين في الوطن العربي والعالم.
ومن غزة كذلك، صدحت الكثير من الأصوات على مواقع التواصل تدعم الشيف ياسمين، معبرين عن امتنانهم لما تقوم به، ومؤكدين أن وصفاتها تساعدهم في مجابهة الوضع الإنساني المأساوي الذي يعيشونه.
إبادة ومجاعة
ومنذ السابع من أكتوبر يشن الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 65 ألف فلسطيني، وإصابة الآلاف، فضلا عن الدمار الواسع في البنية التحتية.
ومنذ مارس 2024 شدد الاحتلال الإسرائيلي حصاره المفروض على القطاع منذ عام 2007، حيث منع دخول المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية والطبية، ما تسبب في خلق مجاعة في القطاع، تسببت حتى الآن بوفاة 440 شخص، بينهم 147 طفلا.

