الشيخة المياسة تزيح الستار عن العمل الفني “صخرة فوق صخرة أخرى”

الشيخة المياسة تزيح الستار عن العمل الفني "صخرة فوق صخرة أخرى"
عمل الفن العام الضخم "صخرة فوق صخرة أخرى"

أزاحت رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، الستار عن عمل الفن العام الضخم “صخرة فوق صخرة أخرى”، والمقام في حديقة متحف الفن الإسلامي.

وحضر الفعالية نائبة الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر بالوكالة للمعارض والفن العام ورباعية قطر الشيخة ريم آل ثاني، وعدد من كبار الشخصيات.

ويبلغ ارتفاع العمل نحو 5.5 متر (18 قدما)، ويقف على الحد الفاصل بين العالم الطبيعي والبناء الإنساني، جامعا بين الديمومة والتوازن الدقيق، وهو من إبداع الفنانين السويسريين بيتر فيشلي (1952) وديفيد فايس (1946 – 2012).

والعمل عبارة عن صخرتين ضخمتين من الغرانيت، تدعوان إلى تأمل عميق في مفاهيم القوة والهشاشة وحوار الإنسان مع الطبيعة.

ويجسّد “صخرة فوق صخرة أخرى” إعجاب الفنانين بالحد الفاصل بين الاستقرار وعدمه، محولا الفعل الذي يبدو بطوليا، والمتمثل في تكديس صخور ضخمة فوق بعضها بلا اكتراث، إلى حالة من التأمل الفني العميق.

ويقدم هذا العمل برنامج الفن العام في متاحف قطر، كأحد الأعمال الفنية، التي تدعو إلى حوار المتلقي المستمر مع المدينة والصحراء والبحر.

إلهام التأمل وتحفيز التفكير

وفي هذا السياق، أكدت نائبة الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر بالوكالة للمعارض والفن العام ورباعية قطر الشيخة ريم آل ثاني، أن متاحف قطر تؤمن بأن للفن العام القدرة على إلهام التأمل وتحفيز التفكير وخلق لحظات من التواصل، ولذلك “يجسّد العمل الفني “صخرة فوق صخرة أخرى” قدرة الفن على إعادة تشكيل علاقتنا بالمكان الذي نعيش فيه”.

وأضافت: من خلال وضع هذا العمل في حديقة متحف الفن الإسلامي، ندعو الزوار إلى بدء حوار مع الطبيعة والعمارة والمدينة، وإلى استكشاف شاعرية العمل في بساطته الملحوظة.

وتعاون الفنانان بيتر فيشلي وديفيد فايس لأكثر من 30 عاما قبل وفاة الأخير، في عام 2012، وعُرفا بأعمالهما التي تُدمج الأشياء اليومية وتعيد ترتيبها وتقدّمها بوسائط، وفي تكوينات غير مألوفة، إذ عملا على طمس الحدود بين الفن والحياة اليومية، في ممارستهما التي اتسمت بروح الدعابة وحب الاستطلاع والدقة.

كما عُرفا بعملهما الشهير “طبيعة الأشياء” (1987)، وهو فيلم يستعرض تتابعا متسلسلا من تفاعلات الأشياء اليومية، إضافة إلى أعمال مثل “سلسلة النقانق” (1979)، و”قطع من البولي يوريثين” (1982)، و”العالم المرئي” (1986 – 2012)، وعُرضت أعمالهما في مؤسسات مرموقة حول العالم، منها متحف “سولومون آر. غوغنهايم”، ومتحف “خومكس” في المكسيك، ومعرض “دوكومنتا”، وبينالي البندقية، حيث نالا “الأسد الذهبي” عام 2003.

وفي تعليقه على العمل، قال بيتر فيشلي: “وضع صخرة فوق صخرة أخرى في الطبيعة هو أول ما يفعله الإنسان إذا أراد أن يترك أثرا، فعندما يسير المرء في طريق ويريد العودة إليه، فإنه يضع هذه العلامة، ما يجعله فعلا بدائيا بسيطا، أردنا أن نصنع منه شيئا يجبر الناس على التوقف، والنزول من السيارة، والتقاط صورة”.

وعُرض هذا العمل لأول مرة في “هايد بارك” بلندن، بالتزامن مع تكليف فني مشابه في النرويج، ويُعد أحد مشاريع الإرث للعام الثقافي قطر–المملكة المتحدة 2013، ليأتي عرضه في الدوحة امتدادا للحوار الثقافي الذي انطلق قبل أكثر من عقد، مبرزا قدرة التبادل الفني على مد الجسور بين الثقافات وإلهام التفكر.

ويأتي هذا العمل ضمن فعاليات حملة “أمة التطور”، التي أطلقتها متاحف قطر، وتستمر على مدى 18 شهرا، لتكريم المسيرة الثقافية لدولة قطر على مدار نصف قرن، حيث تُسلّط الحملة الضوء على المحطات الثقافية للدولة وتطلعاتها المستقبلية، وذلك بتنظيم “قطر تُبدِع”، وهي حركة وطنية ترسخ مكانة قطر كمركز عالمي للفن والثقافة والإبداع.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/7fg