وزارة الثقافة: نتعامل مع التراث غير المادي كأحد محركات الاستدامة

قال مندوب قطر الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ناصر بن حمد الحنزاب إن الحكومة حريصة على صون التراث القطري غير المادي كأحد محركات التنمية وبناء جسور التواصل بين الشعوب والثقافات المختلفة.

جاء ذلك في مقابلة خاصة للحنزاب مع موقع “مشيرب” على هامش الاحتفال بمرور 20 عاما على اتفاقية 2033 لحماية التراث غير المادي والتي أقيمت في معرض الدوحة الدولي للكتاب.

وأوضح مندوب قطر الدائم لدى اليونسكو أن الدوحة تعمل مع شركاء دوليين على جعل الثقافة مصدرا أساسيا من مصادر التنمية المستدامة، مضيفا “نؤمن في دولة قطر بأن الثقافة تقوم بهذا الدور بشكل فعال”.

وتقوم قطر بإعداد ملفات مشتركة أو وطنية في هذا الصدد، وسوف يتم الكشف عنها مستقبلا داخل اليونسكو، بحسب الحنزاب.

وقال المسؤول القطري إن لدى بلاده البنى التحتية والمؤسسات التي تعمل على رفع وعي المجتمع بأهمية الثقافة والتراث المادي وغير المادي.

وأضاف “نؤمن بدور الذي يقوم به المجتمع وأهل الثقافة بتعزيز الثقافة غير المادية وإثرائها عبر مواصلة إنتاجها.

كما لفت إلى أن الدوحة تولي اهتماما كبيرا للدبلوماسية المتعددة الأطراف خاصة في قطاع الثقافة وذلك بسبب إيمانها العميق بأن دبلوماسية الثقافة تنقل الصورة الحقيقية لدولة قطر وأهلها إلى الشعوب.

وتابع “هناك أعوام ثقافية تقام بين دولة قطر والعديد من دول العالم من آسيا إلى أوروبا إلى أمريكا وهذه الأعوام الثقافية أصبحت منصة للتفاهم بين الشعوب”.

وختم الحنزاب بالقول: هناك ثراء لدى أهل قطر في عاداتهم وتقاليدهم الوطنية والمشتركة العربية، هناك جهود تقوم بها وزارة الثقافة لتبادل الخبرات لأن الثقافة والتربية والتعليم تدخل جميع البيوت”.

 

برنامج طويل الأمد

وفي السياق، قال مدير المكتب الإقليمي لليونسكو في دول الخليج واليمن صلاح خالد إن قطر تقوم بتحديث ووضع السياسات الوطنية المناسبة لصون التراث غير المادي بما يتماشى مع رؤيتها الوطنية وأهداف التنمية المستدامة.

وأكد خالد في تصريح خاص لـ”مشيرب” على هامش معرض الدوحة الدولي للكتاب أن ضمان الفعالية يحتاج إلى برنامج طويل الأمد والعمل على تعزيز دور الشباب والنساء والفئات المهمشة في صون التراث الثقافي القطري.

وأضاف “ما زلنا بحاجة للعمل أكثر على إشراف القطاع الخاص وتفعيل نظرية صون التراث الثقافي وهو ما يعود بالمنفعة في مجال التنشيط السياحي”.

ولفت خالد إلى أهمية تعزيز تعليم التراث الثقافي غير المادي في التعليم النظامي وغير النظامي بما في ذلك تطوير المناهج التربوية والمساهمة في البحث العلمي وإنتاج المعرفة حول التراث الثقافي القطري.

وفي السياق، قال خبير التراث بوزارة الثقافة محمد البلوشي “إن أكبر شيء يوصل صورتنا وهويتنا هي العادات والتقاليد المنصوصة عليها في اتفاقية 2003”.

وأضاف البلوشي في تصريح لـ”مشيرب”، إن الشيء الثاني الذي يوصل صورة القطريين وهوينهم “هو الإرث والتراث”.

وتابع “لما زارنا العالم في 2022 زار بلدا فيه البنية التحتية والجهوزية لتقديم تقافته.. هناك ثراء في عادات وتقاليد اهل قطر المحلية والعربية”.

واتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي هي معاهدة تابعة لليونسكو، تم اعتمادها في 17 أكتوبر 2003.

ودخلت الاتفاقية حيز النفاذ عام 2006 وتجاوز عدد الدول التي صدقت عليها الـ160 دولة.

وتهدف الاتفاقية إلى صون التراث غير المادي واحترامه وتوعية المجتمعات بأهميته وأهمية التقدير المتبادل لهذا النوع من التراث.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/2j